نيويورك - واشنطن - الوكالات
أوضح استطلاعان للرأي أن المرشح الرئاسي الديمقراطي الأمريكي باراك أوباما فاز على منافسه الجمهوري جون ماكين في المناظرة الأخيرة التي أجريت بينهما في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية. فقد حصل أوباما على 58 في المائة مقابل 31 في المائة لجون ماكين في استطلاع للرأي أجرته شبكة (سي.إن.إن) التليفزيونية الإخبارية الأمريكية لعينة من الناخبين الأمريكيين المسجلين تعكس المجتمع الانتخابي الأمريكي حيث شملت 40 في المائة من الديمقراطيين و30 في المائة من الجمهوريين و30 في المائة ناخبين لهم اتجاهات أخرى.
كما وجد الاستطلاع أن معدلات تفضيل أوباما بين أفراد العينة ارتفعت في حين انخفضت معدلات تفضيل جون ماكين.
وأظهر استطلاع آخر للرأي أجرته شبكة (سي. بي. إس) أن 53 في المائة من الناخبين غير الملتزمين حزبيا قالوا إن أوباما فاز في المناظرة.. في حين قالت نسبة 22 في المائة أن ماكين هو الذي فاز. بينما قالت نسبة 24 في المائة إن المناظرة انتهت بالتعادل.
وقبل أيام من المناظرة أظهرت استطلاعات للرأي أن الفارق بين تفوق أوباما على ماكين يتزايد في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وقد وصلت إلى 14% وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة الأمريكيين نتيجة تداعي الاقتصاد في ظل أزمة مالية طاحنة.
وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار تفوق أوباما على ماكين حيال القضايا الاقتصادية.
وفي المناظرة تبادل ماكين ومنافسه أوباما في بعض الفترات الاتهامات الغاضبة حيال الضرائب وتزايد حدة التصريحات السلبية التي تبادلتها حملتاهما خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة.
وقبل 20 يوما من الرابع من تشرين ثان/نوفمبر، موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عقد المرشحان مناظرة سريعة الإيقاع حول السياسة الداخلية وذلك في جامعة هوفسترا على جزيرة لونج أيلاند بولاية نيويورك.
وقال المرشحان إن الانتخابات (صعبة) إلا أن كلا منهما اتهم الآخر بالمسئولية عن انحدار مستوى الحملة الانتخابية. وأوضح أوباما أن (100 %) من إعلانات ماكين التليفزيونية كانت سلبية، كما اتهم أوباما ماكين بالتقاعس عن وقف الهتافات العدائية التي كان يرددها أنصاره خلال تجمعاته الانتخابية على غرار(الارهابي)، (اقتلوه).
ومن جانبه قال ماكين إن حملة أوباما أنفقت (مبالغ لم يسبق لها مثيل) من أموال الحملات الانتخابية على الجوانب السلبية.
وأعرب المرشحان عن استيائهما إزاء الازمة المالية، متعهدين بمساعدة أبناء الطبقة المتوسطة وإيلاء المزيد من التركيز لأزمة التراجع العام فى أسعار المنازل .
واقترح المرشحان تبني إجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد الامريكي. وسعى المرشحان إلى خطب ود الناخبين أبناء الطبقة العاملة بالحديث عن مشاكلهم.
إلا أن ثمة خلافات رئيسية بدت جلية بينهما بشان سياسات الضرائب والتجارة الحرة.
حيث وصف ماكين اتفاقية التجارة الحرة العالقة مع كولومبيا بأنها (لا تحتاج لكل هذا التفكير) لانها ستخلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.
ومن جانبه أعرب أوباما عن تأييده لاتفاقيات التجارة الحرة شريطة ضمان حماية البيئة و(حقوق الانسان) للعمال.
وفي عرض أيدولوجي كلاسيكي لافكارهما حول الضرائب أكد ماكين أن أقتراح أوباما فرض المزيد من الضرائب على الاثرياء سيؤدي إلى خلق حالة من (الصراع الطبقي).
واتهم أوباما خطة ماكين بأنها تميل لمصلحة أصحاب الاعمال الكبيرة ولا تساعد كثيرا أسر الطبقة المتوسطة.
وقد قاد ماكين الجزء الاكبر من دفة الحوار، وتطرقت المناظرة بصورة بغيضة إلى الامور الشخصية. واتهم ماكين أوباما بعدم الكشف بصورة كاملة عن علاقته ب(الارهابي) بيل أيرس الاستاذ بإحدى جامعات شيكاغو.
وأوضح أوباما أنه عمل مع أيرس في مجلس مديري مجموعة تعليمية وأن أيرس لم يكن له دور في حملته وأنه لا شأن له بترشحه للرئاسة.
ووصف أوباما ماكين بأنه (نصير قوي) للرئيس جورج بوش ورد عليه ماكين بالقول (سيناتور أوباما. أنا لست الرئيس بوش.. إذا كنت تريد الترشح ضد الرئيس بوش لكان عليك الترشح قبل أربعة أعوام).