مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي - عمار الجبيري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية مساء أمس حفل افتتاح ندوة (حقوق الإنسان في التعليم العالي.. الأمن الفكري) التي تنظمها جامعة أم القرى بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية في مكة المكرمة. وكان في استقبال سموه بمقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان.
وقام سمو وزير الداخلية بقص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض المصاحب للندوة ثم تجول في أجنحة المعرض واستمع سموه إلى شرح مفصل عما يشتمل عليه من كتيبات ودراسات وأبحاث ونشرات ومطويات وصور ومعدات وآليات تتعلق بموضوع الندوة من قبل المسؤولين عن المعرض الذي تشارك فيه عدة جهات منها جامعة أم القرى وجامعة نايف للعلوم الأمنية وأمانة العاصمة المقدسة وشرطة العاصمة المقدسة والدفاع المدني والدوريات الأمنية ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والأدلة الجنائية وغيرها من الادارات.
بعد ذلك توجه سموه إلى قاعة الحفل.
وبعد أن أخذ سموه مكانه في الحفل بدأت الندوة بالقرآن الكريم.
كلمة مدير جامعة أم القرى
ثم ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان كلمة رحب فيها بسمو وزير الداخلية وبالحضور والمشاركين وعبر فيها باسمه وباسم منسوبي جامعة أم القرى عن سعادتهم وسرورهم بزيارة سموه ورعايته لهذه الندوة التي تتلمس الحاجات الملحة لبلد الأمن سلما وفكرا وسلوكا وعملا في جميع قطاعات المجتمع وعلى الأخص في الجامعات.
وشدد الدكتور الوزان على أن تحصين الفكر وتأمينه من أن تؤثر فيه التيارات الفكرية المنحرفة يعد من الأمور بالغة الأهمية بل يعد على رأس أولويات الدول العربية والإسلامية لكونه يشكل الركيزة الأساسية لاستقرار الأمن ومدار الحياة المنتظمة والمتطورة فيها ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تحقيق الأمن الفكري الذي يوليه قادة الأمن في الدول العربية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية أهمية قصوى لما للفكر من أهمية في السلوك وما يصدر عن الفرد من أفعال.
كلمة الأميرة لولوة الفيصل
بعد ذلك ألقيت كلمة المشاركين في الندوة ألقتها نيابة عنهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل نائبة رئيسة مجلس الأمناء والمشرف العام على كلية عفت الأهلية للبنات عبرت عن شكرها وتقديرها لسمو وزير الداخلية على رعايته لهذه الندوة مشيرة الى أهمية مثل هذه الندوة الفكرية الرائدة والمتخصصة لتفعيل الدور الفردي والمؤسسي في كل ما يتعلق بثقافة حقوق الإنسان والتأكيد على أنها مسؤولية وطنية يجب أن نهتم بها جميعا بدءا من الأسرة الى المدرسة منها الى جميع مؤسسات المجتمع التعليمة والتربوية والإعلامية وغيرها وذلك لضمان تنمية الفرد والمجتمع تنمية متوازنة يعرف المواطن من خلالها حقوقه ويطالب بها ويؤدي التزاماته ومسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه.
وشددت في كلمتها على أهمية حقوق الأمن الفكري ومسؤولياته حيث يعد الهاجس الأكبر لكل مجتمع في هذا العصر لأنه هو الذي يحمي عقول المجتمعات ويحفظها من الوقوع في الفوضى او الخروج عن حدود الحياء الفطري والشرعي ومن خلاله تستطيع المجتمعات الحفاظ على مكوناتها الثقافية لمواجهة التيارات الوافدة أيا كان مصدرها والحفاظ على العقل من الأطر الغربية وصيانة مؤسساتها الثقافية من اكتساب منهجيات لا تتواءم مع هويتها الوطنية مشيرة الى أهم وسائل الأمن الفكري ومنها التركيز على الثقافة الأمنية وغرس المفاهيم الأمنية في عقول الناشئة وتعريف المجتمع بالدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في سبيل الوقاية من الجريمة ومكافحة السلوك المنحرف.
وأشارت سموها الى اهمية التنسيق والتعاون المستمر بين المؤسسات التعليمية بعضها ببعض والمنظمات الامنية في تحديد خططنا الوطنية واستراتيجيتنا في مجال ثقافة حقوق الانسان والامن الفكري ومن ثم عليهم أخذ زمام المبادرة الضرورية لتحقيقه في اطار محورين أساسيين يركز اولهما على أهمية التعارف والتعاون الانساني في تحقيق الامن الفكري وثانيهما يركز على أهمية المؤسسات التعليمية في تنمية الوعي الثقافي والامني.
ورأت سموها أن الأمن الفكري هو رصيد الأمة في مواجهة الحياة بجميع صنوفها وهو أساس ثقافة حقوق الانسان والقاعدة التي ينطلق منها التوازن الفردي والاجتماعي بين مسؤولية الانسان وحقوقه.
وبينت سموها أنه من هذا المنطلق ينبغي على المجتمعات كافة وضع الخطط المدروسة التي تحقق وعي الفكر الامني والتنسيق في ذلك مع مؤسسات المجتمع المختلفة عامة ومؤسساته التعليمية خاصة لغرسه في برامجها التربوية ومناهجها الدراسية.
كلمة الأمير نايف
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية كلمة عبر فيها عن سروره أن يلتقي بهذا الجمع الكريم في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة وفي رحاب جامعة ام القرى التي نتطلع ان يكون لها بإذن الله من اسمها وافر النصيب.
وقال سموه (نلتقي في ندوة تكتسب أهميتها من أهمية موضوعها وأبعاده الأمنية والإنسانية والتعليمية والفكرية (ندوة حقوق الإنسان في التعليم العالي.. الأمن الفكري )
وأضاف سموه يقول: (إن طرح مثل هذه القضايا والموضوعات التي تتعلق بحقوق الإنسان في التعليم أو كافة شؤون حياته لايعني ان مجتمعنا يجهل هذه الحقوق أو ينتقصها كما تروجه الحملات الدعائية المغرضة ولكننا نطرح هذه الموضوعات للنقاش على أساس تبيان الواقع الذي تعيشه هذه البلاد المباركة في ظل تطبيقها لشريعة الإسلام التي قام عليها أساسها والتي ضمنت حماية مقومات حياة الإنسان وكرامته ووجوده في ضرورياتها الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال وهي مقومات أساسية بها تستقيم حياة الإنسان ويتوفر أمنه واستقراره).
وواصل سمو وزير الداخلية يقول: (ان قضية الأمن الفكري قضية حيوية ومهمة باتت تشغل بال العلماء والمفكرين وحماة الأمن في العالم وذلك في ظل انتشار الجريمة وبروزها كظاهرة اجتماعية عامة في كل المجتمعات البشرية على اختلاف ثقافاتها ونظمها الاجتماعية ومرجعياتها وقيمها يغذيها ما ظهر من مستجدات اجرامية صاحبت التقدم التقني والعلمي مما شكل تحديا كبيرا للمختصين في مكافحة الجريمة والانحراف لتقديم تفسير علمي لهذا النمط من الجرائم.. الامر الذي أوجب قيام تعاون وثيق بين المؤسسات الامنية والمؤسسات التعليمية لتحليل وتفسير هذه المتغيرات الحديثة وذلك من خلال البحث والاستقصاء لأسبابها ومخاطرها وطرق مواجهتها والتعامل معها في بعدها الفكري والمادي.. وهو تعاون تسعى إلى تحقيقه أجهزة الأمن في إطار تطوير برامجها وآليات عملها وفي سبيل مواجهة الأنماط المستجدة من الجريمة لتكون محيطة بكل أبعادها وقادرة على استيعابها والتصدي لها من خلال منهجية أمنية علمية تحول دون وقوعها وتحد من اضرارها إذا وقعت لا سمح الله).
وأضاف سموه يقول: (لقد واجهت المملكة ظاهرة الإرهاب والانحراف الفكري الدخيل على مجتمعنا بكل شجاعة واقتدار في ظل بروز مجرم المعلومة.. وعولمة الجريمة.. والجريمة عن بعد والجرائم بلا حدود.. وجريمة الفكر المنحرف).
وأكد سمو وزير الداخلية ان الجهود الأمنية السعودية في مواجهة العمل والفكر الارهابي حظيت على الدوام باهتمام وتقدير محلي واقليمي ودولي.
وقال سموه (نحمد الله على أن ما تحقق من نجاح وسوف يتحقق بإذن الله على الدوام لهذه الجهود كان فيه حماية لهذا الدين الحنيف وتبيانا لسماحته وعدله وإنسانيته، وأنه دين يحارب الغلو والتطرف والارهاب.. في ظل ما واجهه الإسلام والمسلمون من حملات خارجية مغرضة).
وشكر سموه في ختام كلمته للقائمين على هذه الندوة جهودهم المخلصة مسؤولين ومنتسبين كما شكر سموه الحضور وكل من شارك في أعمال هذه الندوة سائلا الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصلاح إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عقب ذلك فتح باب الحوار والمداخلات مع سمو وزير الداخلية فيما يتعلق بموضوع الندوة.
ثم سلم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الدروع التذكارية والشهادات التقديرية للمكرمين والمشاركين في الندوة.
وفي الختام تسلم سمو وزير الداخلية هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير جامعة أم القرى.
وقد أقيمت في وقت سابق أمس على هامش الندوة ثلاث جلسات علمية عن حقوق الإنسان في التعليم العالي حيث كانت الجلسة الأولى بعنوان (ثقافة حقوق الإنسان والأمن الفكري) ورأسها الدكتور محمد بن سعد السالم وشارك فيها نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان الوطنية الدكتور زيد بن عبد المحسن الحسين وعضو مجلس الشورى عضو جمعية حقوق الإنسان الوطنية الدكتور علي بن عباس الحكمي.
اما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: (العلاقة الفكرية بين الطالب وعضو هيئة التدريس) ورأسها الدكتور راشد الراجح وشارك فيها عضو مجلس الشورى رئيس جمعية حقوق الإنسان الوطنية الدكتور بندر بن محمد حجار وعضو جمعية حقوق الإنسان الوطنية الدكتور زهير بن عواض الألمعي فيما كانت الجلسة الثالثة بعنوان (الوعي الثقافي والفكري بحقوق الإنسان) ورأسها رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور عبد العزيز بن سعيد بن صقر الغامدي وشارك فيها عضو هيئة حقوق الإنسان الدكتور عثمان المنيع وعضو مجلس الشورى سليمان بن عواض الزايدي وعضو جمعية حقوق الإنسان الوطنية الدكتورة سهيلة بنت زين العابدين.