بداية نحن نقدر بإجلال كبير دور سائر قطاعات الأمن في بلادنا العزيزة مهما اختلفت مهامهم الوطنية (الأمنية، الاجتماعية، الوقائية) بل ونشد على أيديهم الكريمة التي تحمل السلاح لتوفر لنا الطمأنينة والأمان وتدرأ عنا كل الشرور، بينما يغط المواطن في نوم عميق ليرفل بنعمة الأمن التي لا تعادلها نعمة سوى نعمة الإيمان، كما أننا نثمن بطولاتهم في الكثير من القضايا الخطرة التي قاموا بإحباطها واستباق وقوعها وتصدوا لها بكل شجاعة وفداء، بل إننا لن ننسى كل شهداء الواجب الذين ضحوا من أجل هذا الوطن العزيز بأرواحهم الطاهرة، كما أننا نقدر الأعباء الملقاة على عاتقهم بل ونغدرهم -أحياناً- عن تلافي بعض الأخطاء الصغيرة ولكننا في الوقت نفسه لا نعذرهم بما يتعلق بأرواح مواطنيهم لاسيما الدوريات السيارة مهما اختلفت مهامهم وخصوصاً لدى وقوع حوادث المرور، إذ إنه ليس من المنطقي أن تقف دورية الأمن أمام مواطن ينزف إثر حادث أليم بحجة عدم الاختصاص أو بحجة انتظار سيارة الإسعاف أو سيارة الهلال الأحمر لنقل المواطن المصاب وإنقاذه إلى أقرب مركز طبي، لذلك كثيراً ما نفقد العديد من المواطنين بسبب هذه الحجج وتأخر الإنقاذ مع أننا نعرف أنه من المفترض أن يكون كل رجل أمن لديه دراية بالإسعافات الأولية وعمليات الانقاذ ناهيك عن أن تكون وكما هو مفترض ن كل دورية لديها النقالة والأربطة والأكسجين أيضاً، وذلك كعمل إنقاذي قبل فوات الأوان -مع أن الإعمار بيد الله - إلا أن الوقاية دوماً خير من العلاج وفي هذا الصدد لابد لنا أن نتذكر أن هنالك طائرات إنقاذ قد تبرعت بها إحدى المؤسسات (الوطنية) الخاصة كدعم لمهمة رجال الأمن وخدمة للمواطنين بطريقة حضارية سريعة، ولكننا حقيقة لم نلمس دوراً لتلك الطائرات في الحوادث البشعة، الأمر الذي يدعونا هنا أن نهيب برجال الأعمال أن يدعموا مثل التبرع الكريم لأن في ذلك أجراً وغنيمة وخدمة للوطن فهل هم فاعلون؟!