رسم من الحب أم وشم من التعب |
ذاك الذي أسلم الأحلام للصخب |
وحدي وليل الأسى تختال رايته |
فترتمي نائحات الشوق تهتف بي |
يجتاحني الحب تغريني خمائله |
ويشعل العشق فيّ ثورة اللهب |
لملمت حبك ذا المخبوء في ألمي |
من مطلع العشق حتى منتهى الأرب |
ب (قل أعوذ برب الناس) أقرؤها |
تُعيذ وجهك عن بعد بلا سبب |
أهوى الغواية إن ما كنت سيدها |
طاب الغِوى وطنا والحب لم يطب |
منذ اقترفتك يا حلمي مجازفة |
بين الحنين وبين الشك والعطب |
فأورقت في شفاهي جمرة لغة |
ترقرقت بشفيف الوجد في صبب |
فأزهرت شجنا يستاف من ألمي |
يصوغه الفجر ضوءاً غير منسرب |
أطيافه لونت أغصان أزمنتي |
بالزهر بالريح بالأمواه بالسحب |
صافحته وشهي النور طلعته |
عانقته والهوى يمتاح من لجبي |
يختارني فأنا من وهج روعته |
فراشة ترتوي بالشعر والطرب |
يا قلب ويح الهوى فالحب ذوبني |
وجمرة العشق تنسي سكرة اللعب |
وغائب الشوق لم يحفل بما حملت |
أحلى الفراديس من ماء ومن عنب |
حتى الفساتين أبدت فرط حرقتها |
تأودت تلتوي في المشجب الخشبي |
ترجو لقاه وليل البعد يسكنها |
ودمعة الغبن في الأرجاء لم تغب |
ما بين أحمرها المزهو في طرب |
يجتاز أخضرها ليلا من السغب |
ونفحة العطر لو أمست تراودني |
رفيفها همهمات العشق في العصب |
لفائف الشعر والأمشاط والهة |
والعقد والقرط زادا لوعة العتب |
ومرسم الكحل لوخطت يراعته |
ملامح العشق في العينين والهدب |
ودمعتي السقطت في دفتري وقعت |
فذّوبت حرفه الأغلى من الذهب |
وساعتي السكنت في معصمي ضجرت |
مذّ طوقتها طيوف الهمّ في نصب |
حتى الأساور في إطراقها حرنت |
ترنو إليه وداع الشوق لم يجب |
كم عبرة حشرجت والهم يخرسها |
والحزن يكتبها أيقونة الغضب |
تبكي المحابر والأقلام واجفة |
نثيثها العشق يدمي صفحة الكتب |
يا نفس هاتي قرابين الهوى مددا |
وبعثري الشوق في الأرجاء وارتقبي |
وقدمي السر عنوانا لأحجية |
قبل الكلام وقبل الكشف عن حجبي |
هزي جذوع النوى شوقا بعاطفة |
تساقطت كفتيت المسك كالرطب |
وعطري الليل إن لاحت بوارقه |
أو أسرجت شمعة من لامع الشهب |
زيدي جلالا فقد تسري كرامته |
وترتوي قامتي العطشى من التعب |
مها العتيبي |
|