شعر - فهد بن علي العبودي - الدلم |
ما كنت شاعراً بجرح فقدها آنذاك، ولكن بعد مرور عشرين سنة على غياب جدّتي الحبيبة .. نزف الجرحُ هذه القصيدة .. |
عَقدان مرّا دون أن أنساكِ |
يا مَن رحلتِ ولم تزل ذكراكِ |
قد كنتُ طفلاً عندما فارقتِنا |
ما كنتُ بالباكي ولا المُتباكي |
ما كان للدَّمَعاتِ بوحٌ صامتٌ |
تَرويه عيني عن فؤادي الشاكي |
لم أشكُ من مُرَّ الفراق، ولم أذقْ |
أحزانَه حتى نما إدراكي |
هبّتْ رياحُ الذكريات فأوقدتْ |
نارَ الأسى، وبها اصطلى مُضناكِ |
وتحرّكتْ أشجانُ نفسي بعدما |
ظلت طَوال الدهر دون حَراكِ |
أقسى المواجعِ جُرحُ خَطْبٍ كلما |
بَرئ استثار أساه خَطبٌ ناكي |
كالجمر تُذكيه الرياحُ ولم يكن |
قبل الرياح وخَفقها بالذاكي |
يا جدَّتي، والوصل منكِ سَجيَّة |
حتى ولو غُيِّبتِ تحت ثراكِ |
ترتادني الذكرى وقد لاحت بها |
إطلالة الطيفِ الحبيبِ الزاكي |
فأجوبُ تلك الذكريات بخاطري |
وأؤوبُ منها أشتهي لقياكِ |
ويثوبُ لي رشدي؛ فأسلو قائلاً: |
هيهاتَ في دنياي أن ألقاكِ |
إني لأطمع باللقا في جنةٍ |
فعسايَ من أصحابها وعساكِ |
|