(أبو دحيم) كنية وهمية لفلاح يعشق تراب مزرعته وجداولها وكل طائر تستضيفه اشجارها، ماهر في صنعته الفلاحية غير أنه اخفق في مواصلة تعليمه الليلي، ولعلو همته يرى أن حلقة مفقودة في حياته لايكملها إلا التعلم، ومن فتيان القرية يسمع أخباراً وأحاديثاً دفعته لاقتناء تلفاز لعله يلحق بركب المتحدثين، وصادف تنفيذ هذا المشروع الإعلامي داخل مزرعته اهتزاز البورصات العالمية واسواق المال وماتبعها من نكسات لم يلفت انتباه أبو دحيم منها سوى ترديد المحطات لجمل بعينها.
(ارتفاع البرصة وهبوطها)، والبرصة في مفهومه كفلاح بسيط هي زوجة (البرص)..!!
ويسميه البعض ابو بريص وهو حيوان الوزغ الذي يقتات على البعوض وبعض الحشرات ويتسلق الجدران والاسطح الملساء بمهارة عاليه، ظن القروي أن بلاد أمريكا تعاني من شح في هذا المخلوق الذي يقضي على حشرات تضر بالمزروعات وتؤذي المخلوقات الأخرى، بدأ يسأل جيرانه المزارعين عن (بريصاتهم) ويحثهم للعناية بها، وإذا سألوه عن هذا العطف نحوها، أجابهم: (العلم عندي)، وكان أبو دحيم يخطط للبحث عن شريك ثقة يحفظ السر للبدء بتصدير كميات من البرصات لأمريكا وجني أرباح لم يفكر بها غيره، وآخر ما أعرفه عن قصة المزارع الظريف أنه يواجه مشكلتين أحدهما أنه إذا جمع هذه الوزغات في أقفاص فكيف يؤمن لها كميات كافية من البعوض والبراغيث ونحوها، والأخرى أنه محتار هل يسافر لأمريكا بسيارته الوانيت (مديل 72) أو يريح نفسه ويحجز بالنقل الجماعي؟!.