Al Jazirah NewsPaper Monday  13/10/2008 G Issue 13164
الأثنين 14 شوال 1429   العدد  13164
عذاريب
منابع الشغب
عبد الله العجلان

لماذا تتكرر حوادث الشغب في الملاعب السعودية أو بالأصح لماذا أصبحت ظاهرة خطيرة ومزعجة تزداد حدة موسماً بعد آخر..؟!!

الإجابة بسيطة ولا تحتاج إلى تفكير عميق بشرط أن لا نكابر أو نتحاشى عمداً عدم كشف أسبابها والمتورطين فيها؛ فمن المعروف أن (من أمن العقوبة أساء الأدب)، وأن القرارات المزاجية والعقوبات الانتقائية هي التي تزيد الاحتقان وتبث الفوضى وتسمح للعابثين بالتمادي وارتكاب ما يعجبهم ويحلو لهم من أعمال تخريب وشغب وخرق للأنظمة والقوانين طالما أن الجهات المعنية والمسؤولة عن ردعها غائبة وعاجزة عن القيام بأدوارها، وأحياناً تباركها بقرارات ضعيفة، والشواهد على ذلك كثيرة ومعروفة للجميع..

القوانين لا تفرق بين الألوان والأسماء والفئات والتصنيفات أو هكذا يفترض.. والعقوبات يجب أن لا تخضع لاستثناءات النفوذ والعلاقات والأهواء والميول؛ حتى لا تفقد قيمتها والأهداف الأخلاقية والتربوية من إقرارها، وحتى لا تتحول إلى مشكلة بدلاً من أن تكون وسيلة للردع والتقويم والإصلاح؛ لذلك ستظل الظاهرة موجودة ومتفاقمة، وستبقى مصدر قلق وسبب أزمة، تثير الخوف وتقف في طريق التطور والارتقاء بالرياضة السعودية، ما لم يحدث تغيير في أداء وأسلوب وطريقة تفكير اللجان والجهات المسؤولة في اتحاد الكرة.

قابل الصياح بصياح تكسب!

قديماً قيل: (قابل الصياح بصياح تسلم)، واليوم لا تسلم فقط بل تكسب وتغنم.

هي معادلة أو نظرية ناجحة باتت مستخدمة بقوة وبصخب إعلامي عنيف ومكثف من قبل النصراويين تحديداً، بعد أن جنوا ثمارها وأيقنوا نجاحها في أكثر من موقف وحدث ومناسبة، لدرجة أنها كرست مفهوم أن الأصفر مظلوم في كل شيء، وأن القرارات والتعليمات واللجان والقنوات والمطبوعات والحكام والمعلقين والمخرجين والأندية هذه كلها مجتمعة موجهة ضده، وتعمل دائماً وأبداً من أجل تدميره وإهدار حقوقه..

يحدث هذا ويتردد إعلامياً وبإيقاع متكرر لا ينقطع، بينما ما يجري على أرض الواقع وفي القرارات غير ذلك تماماً، حيث التسهيلات والاستثناءات دائماً ما تكون من نصيبه، وهكذا وفي كل مرة يكون فيها طرفاً لمشكلة يقابلها بالصوت المرتفع، والترويج أنه المتضرر والمغلوب على أمره، فيأتيه الرد على ما يشتهي ومثلما يريد.. ولتأكيد ذلك انظروا كيف يتحدثون عن الحكم في مباراة تعرض فيها الفريق الآخر لأخطاء تحكيمية أكثر تأثيراً وتعداداً ووضوحاً من أشياء لا وجود لها يرون أن فريقهم ذهب ضحيتها..!

.. وكن مثالياً تخسر!

في المقابل يرى الهلاليون أن تعامل إدارتهم المثالي وتصريحات المسؤولين في النادي الأزرق العقلانية قد أضرت بمصلحة الهلال وضيعت الكثير من حقوقه المشروعة، وأن سياسة الهدوء واللغة المتأنية المحترمة لا مكان لها في عالم الضجيج والتهديد والوعيد والعين الحمراء..

من المحزن أن تنقلب (المثالية) إلى مذمة، وإلى وسيلة لمزاولة العبث، واستغلالها كغطاء لممارسات وقرارات ضد الأنقياء والأبرياء والإدارات الواعية المتحضرة. ومن المؤسف أن يكون رد فعل لجان اتحاد الكرة وأمانته على مثل هذه التصرفات الراقية من إدارة الهلال وكذلك الشباب والأهلي والاتفاق بطريقة تؤذي هذه الأندية وتصادر حقوقها لمجرد أنها لا تجيد الضجيج والتهاويل ولا حتى الاحتجاج وتسجيل المواقف؛ الأمر الذي جعل مثاليتها تفهم على أنها خوف وضعف وطيبة زائدة حد السذاجة..!!

نور اليوم نجم النجوم

لم يرتكب محمد نور ما يستدعي كل هذه الحملة العنيفة ضده، وشتمه بكلمات نابية واتهامات جارحة وغير لائقة تسيء للرياضة وللمجتمع السعودي قبل أن تكون مؤذية للاعب نفسه ولأسرته ولناديه الاتحاد عموماً.. وحتى لو أخطأ بتسجيله الهدف الثاني في مرمى النصر وإن كنت لا أرى ذلك لأسباب لا يتسع المجال لذكرها وأهمها أن المستفيد أصلاً من خروج الكرة إلى رمية تماس هو النصر وليس الاتحاد، أقول: حتى لو أخطأ نور بالتسديد باتجاه مرمى الخوجلي فإن هذا الخطأ أقل وأخف وأهون بكثير من ردود الأفعال النصراوية الساخطة والخارجة عن الآداب والروح الرياضية، ومن أخطاء وسلوكيات وتصرفات مشينة واعتداءات متهورة صدرت كثيراً من إداريين وأعضاء شرف وجماهير ولاعبين، ولم توجه لأحد من هؤلاء كلمة نقد واحدة..!

من حق محمد نور أن ندافع عنه وننصف نجوميته وتألقه وحتى أخلاقياته، مثلما كنا نلومه وننتقده عندما كان يخطئ ويتهور في مواسم مضت.. ومن مصلحة الكرة السعودية أن نكرر المطالبة ذاتها بضمه للأخضر وقد أصبح منذ الموسم الماضي لاعب الوسط الأفضل والنجم الأبرز الذي ما زال مكانه في قائمة المنتخب الأول شاغراً..

* * *

* تطبيق لائحة العقوبات الجديدة قبل اعتمادها من سمو الرئيس العام، وقبل تعميمها على الأندية، دليل على أن كثيراً من الأمور تدار بفوضوية مخجلة ومهينة للكرة السعودية.

* استمرار عقد الرعاية مع (موبايلي) بمزايا جديدة انتصار للحق واحترام للعقود وللمبادئ الهلالية العريقة.

* كارثة كبرى وفضيحة خطيرة إذا كان الهدف من إقامة مباريات الدوري الست في يوم واحد هو لخدمة شبكة النقل التلفزيوني الحصري..!!

* عدم الاستعانة بحكام أجانب في المباريات المهمة والجماهيرية، وخصوصاً في لقاءي الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، قرار سيئ ستكون عواقبه وإفرازاته وخيمة.

* نتمنى ألا تكون الحملة غير المبررة الموجهة ضد محمد نور سبباً في عدم استدعائه للمنتخب.

* نقلت مباراة للهلال ومثله الطائي؛ لأن بعض جماهير الناديين أطلقت هتافات غير لائقة في مباراتين أمام الاتحاد، فلماذا لا يتخذ القرار ذاته وقد صدرت من المنصة هذه المرة عبارات أقسى وأبشع وعلى مقربة ومسمع من رئيس الاتحاد..؟!

* يريدون من الفريق الآخر أن لا يسجل ولا يفوز ولا يطالب بحقوقه وأن تبقى جماهيره صامتة جامدة ممنوعة من التشجيع..!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5297 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد