الجزيرة - عبدالله المحيسن:
أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم للارتفاع الكبير في الأدوات المدرسية والذي تجاوز في بعض الأصناف 15% هذا العام مقارنة بالعام السابق، واصفين ذلك بأنه موجة ثالثة من ارتفاعات جنونية شهدتها الفترة الماضية تمثلت في غلاء سلع رمضان والعيد. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه مختصون في سوق القرطاسية من أدوات تخالف المواصفات القياسية تكتظ بها بالمحلات تسيطر على نحو 35% من هذا السوق الذي يقدر حجمه بنحو 500 مليون ريال.
وفي جولة (الجزيرة) على عدد من المكتبات ومحال التخفيضات والأسواق الشعبية للوقوف على الحركة التجارية بها تبين وجود تفاوت كبير في أسعار الأدوات من محل لآخر وهو ما قال عنه المواطنون إنه يكشف عن نوع من الاستغلال الذي يمارسه أصحاب هذه المحلات، مشيرين إلى أن محلات (أبو ريالين) تقدم أسعاراً مغرية لبعض أصناف الأدوات المدرسية الجيدة، متسائلين عن السبب الذي يجعل سعرها أقل في هذه المحلات. ويذكر في هذا الصدد أن أصحاب بعض محلات القرطاسية الكبيرة كانوا قد أعربوا عن قلقهم من المنافسة الشديدة التي يجدونها من محلات أبو ريالين والتي قالوا إنها تسيطر على حصة كبيرة من السوق.
وقال عبد الرحمن الحسون صاحب مكتبة بشرق الرياض إن الأسعار في أغلبها تشهد تفاوتاً مقارنة بأسعار العام الماضي وأن تغيراً حدث في بعض أسعار الأدوات بنسبة بسيطة حيث يتضح ذلك في أسعار الجملة. وأكد الحسون أن أسعار اللوازم المدرسية التي تم استيرادها عن طريقهم من الصين أسعارها ثابتة ولم تتغير عدا بعض الأصناف وذلك بسبب فرق العملة الذي لا يكاد يذكر وقال: أما البضاعة التي قمنا بشرائها من أسواق الجملة بالرياض فأسعارها متفاوتة فمنها الثابت ومنها المرتفع.
ويتفق بدر الدين الأمين مع الحسون بقوله: ما نستغربه هو ارتفاع أسعار بيع الجملة على المكتبات والذي يقدر بحوالي 25% عن العام الماضي فمثلاً سعر الدرزن من قلم الرصاص الألماني كان العام الماضي 86 ريالاً ليصل الآن إلى 107 ريالات وكذلك الدفاتر التي ارتفعت في بعضها من 10 إلى 13 ريالاً.. وأضاف أن الارتفاع لم يشمل بقية المستلزمات المدرسية بل اقتصر على أنواع قليلة. وفي المقابل قال علاء عبد المولى مدير فرع أحد المكاتب المدرجة في مؤشر أسعار الأدوات المكتبية إن أسعار هذا العام هي أسعار العام السابق نفسه إن لم تكن أقل بسبب وضعنا أسعاراً منافسة. وأضاف أن هامش الربح فيها قليل جداً باعتبارها بضائع موسمية تباع في المواسم فقط. وبيَّن أن اختلاف الأسعار في المؤشر قد يكون بسبب الجودة.
من ناحية أخرى فقد جذبت مغريات سوق القرطاسية كثيراً من محلات السوبرماركات التي أفرغت في وقت مبكر رفوفها من مستلزمات رمضان والعيد ووضعت بدلاً عنها أدوات مدرسية وأعلنت عن عروض دعائية مغرية شملت تقديم تخفيضات على الأسعار في محاولة لاستغلال هذا الموسم وأخذ حصتها منه. وفي المقابل لم تغفل محلات (أبو ريالين) المناسبة لتفرغ جزءاً من محلاتها لاستقبال المتسوقين من ذوي الدخل المتوسط. ويقول عبدالله القحطاني إن كثيراً من المحال الصغيرة لم تعد تحتاج لافتات لجذب المتسوقين بسبب الإقبال الكبير من المواطنين الذين فضلوا المحلات الصغيرة هرباً من زحام المكتبات.
ومن جهة أخرى ثمن عدد من المواطنين مساهمة أمانة مدينة الرياض في وضع مؤشر للأدوات المدرسية والذي حد - بحسب رأيهم - من ارتفاع الأسعار في حين تمنوا دخول أكبر عدد من المكتبات للمؤشر كما استغربوا من بعض المكتبات المدرجة والتي لم تضع أسعاراً لبعض المستلزمات مما أثار الاستفهام لديهم.