دبي - موفد «الجزيرة»:
أقيمت يوم الاثنين بدبي مراسم الإعلان عن جوائز سيتي سكيب دبي 2008 ، حيث تم تكريم بلدية دبي على أعمال التجديد المميزة لمساجد الشندغة التاريخية وترميم سوق دبي القديم في منطقة البستكية التاريخية.
وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة التي يدعمها المعهد الملكي البريطاني للمهندسين المعماريين والمعهد الأمريكي للهندسة المعمارية والجمعية المعمارية الإماراتية عن وصول جميع الترشيحات الثلاثة لبلدية دبي في فئة المعمار الإسلامي للقائمة النهائية وفوز الترشيحات الثلاثة جميعاً وذلك للمرة الأولى منذ إطلاق الجائزة عام 2004م.
وقال روهان مرواها المدير العام لسيتي سكيب: (تشتهر دبي في العديد من المجالات بتبني التصاميم المعمارية المعاصرة وذات الرؤية المستقبلية باستخدام المعدن والواجهات الزجاجية، إلا أن المشروعات التي تقدمت بها بلدية دبي اتسمت بروح التصميم المعماري الإسلامي والعربي التقليدي الذي يحافظ على الهوية التاريخية والحضارية لدبي فكانت هذه المشاريع الثلاثة ذات روح استثنائية لكل واحدة منها فلم نستطع فصل أي منها عن الآخر فتحقق التعادل في النتيجة).
وتم تكريم بلدية دبي على مشاريع في الشندغة والبستيكة وديرة. ففي الشندغة تم تحديد ست مساجد للترميم والحفاظ عليها وذلك لتعزيز الهوية التاريخية لمدينة دبي.
وتمثل المساجد الستة وهي الشيوخ والقتيبات والملا وبن زايد والمرر بن حريز وبن حارب التعبير الحقيقي الأصيل عن الحياة المدنية والحضارية في مطلع القرن العشرين.
واتسم المفهوم المعماري المحدد لهذه المساجد بالبساطة فكان عبارة عن مستطيل أحادي الطبقة تقام فيه الصلوات ويجتمع فيه الناس لتدارس شؤونهم.
ونجح مشروع الترميم في حماية أحد مظاهر الحياة التاريخية لدبي خلال الفترة التي كانت تعتبر فيها دبي أهم مركز تجاري في منطقة الخليج.
ففي مطلع القرن العشرين كانت دبي تضم أكبر سوق في الخليج يحتوي على 350 متجراً في أسواق ديرة. وكان هدف مشروع البلدية إحياء مظاهر الحياة التجارية التقليدية والمحافظة عليها. وبعد التشاور مع أصحاب المتاجر بدأ العمل على برنامج ترميم واجهات المتاجر وتركيب الأسقف الخشبية المحفورة.
وكانت النتيجة عودة إلى حيوية السوق الأولى ما سمح للسياح فرصة الاطلاع على جوانب من الحياة الأصيلة للسوق ومظاهر الحياة الاجتماعية السائدة.
أما منطقة البستكية المتهالكة في دبي فقد كانت في وقت من الأوقات مهددة بالإزالة إلا أن مشروع تجديد المنطقة وترميمها أحيا نسيجها التاريخي ورمم منازلها التقليدية ببراجيلها المميزة الممتدة على الخور.
وتم حتى الآن ترميم 63 بيتاً تاريخياً بالكامل ما حول المنطقة إلى منطقة سياحية مهمة مع نجاح المشروع بالتوعية بأهمية وقيمة البيوت التاريخية.
وتم خلال الحفل تقديم جائزة خاصة هي جائزة (المهندس المعماري الشاب) والتي قدمتها شركة مراس للتطوير الجهة الراعية المشاركة إلى الطالبة مي بربر على تصاميمها المبتكرة لسكن العمال.
وقال مرواها إن التصميم الاقتصادي كان عبارة عن بنية معمارية جميلة تتسم بالتناسق والتناغم الإنساني والجمالي وكان الانطباع الكبير لدى لجنة التحكيم هو أن هذا العمل المميز لن يحسن من حياة العمال وحسب، بل سيدفع بطموحاتهم وأحلامهم نحو الأمام أملاً بغد أفضل.
يذكر أن جوائز سيتي سكيب المعمارية استقطب رعاية العديد من الشركات شملت أميركان بريز وبوز ودالكيا واتصالات وجوجيناو ولاب 23 وسيراميك رأس الخيمة وسمارت بوكس.