جارت عليه ليالي الدهر فاغتربا |
يطوي الدروب شقيّ الخطو مضطرب |
شاخ الزمانُ على عينيه فانطفأت |
دنيا المسرة والحلم الذي انسكبا |
أين الأماني وقد كانت تداعبه |
تذيب دنياه حسناً فاتنا وصبا؟ |
وأين أحلامه إذ كان يرسمُها |
طفلاً بريئاً.. يرى أيامه لعبا؟ |
لم يبقَ من جنةِ الماضي سوى شبحٍ |
ولم يجد من صِبا ماضيه غير هبا |
تحطمت فوق أرض الوهم رغبته |
فلم يعد مثل أمسٍ بالدنى رغبا |
إذا تبسَّم لاح الحزنُ في شفةٍ |
جفَّ الربيع بها والندُّ قد نضبا |
تقوَّس الظهرُ لا عن أي حائجةٍ |
لكنَّه الدهر قد ردَّ الذي وهبا |
إن الحياة وإن غنَّت لنا زمنا |
فسوف يأتي سكونٌ يعقب الطربا |
فما يدوم سوى الرحمن خالقنا |
إن الخلود لمن يرجو الخلود غبا |
بدر عمر المطيري |
|