سجى عبدالعزيز فتاة يتيمة الأبوين نشأت في دار الملاحظة بالدمام وبدأت أول مراحل تعليمها في الدار التي اكتشفت فيها أيضا عشقها للرسم وحبها لمداعبة الألوان. كبرت سجى وكبرت معها هذه الموهبة ونمت ووجدت الكثير من الرعاية والدعم والتشجيع من الجميع خاصة عندما انتقلت إلى دار التربية الاجتماعية في الأحساء حيث كان لمديرة الدار في الأحساء والأخصائية الاجتماعية والمرشدة الدينية أيضا الفضل بعد الله في تنامي هذه الموهبة لهذه الفتاة اليتيمة والتي نما لديها الحس الفني وأصبح لديها ثقة كبيرة في نفسها من خلال منجزاتها الفنية حتى تسنى لها المشاركة في مسابقة (باحة الفنون) هذه المسابقة الجمالية السنوية التي تحظى بدعم ورعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة.. وقد حققت كما تقول بحماسها واجتهاداتها إحدى جوائز هذه المسابقة الجمالية الشيء الذي بالإمكان أن نستخلصه من حكاية الأخت سجى هو أن المواهب بشكل عام موجودة في كل مكان وفي كل تجمع إنساني وبالتالي فإن اكتشاف ودعم وتشجيع هذه المواهب هو مطلب هام وواجب ومسؤولية الجميع ومن هنا فإنه على كل الجهات أيا كانت أن تبادر إلى تهيئة الأجواء للمواهب في أي مجال سواء في الفن التشكيلي أو غيره وعليه أيضا فإن دور وزارة الشؤون الاجتماعية وهي الجهة التي تقع تحت نطاق إشرافها العديد من دور التربية ودور الحضانة ومراكز التأهيل وغيرها من مرافق ومنشآت تزخر بالعديد من الأطفال والشباب من الجنسين أقول من واجب الوزارة المبادرة إلى تكثيف الجهود والاهتمام بالجوانب الإبداعية لدى نزلاء هذا الدور والعمل على توفير الأجواء لهم وتشجيعهم ومنحهم الفرصة للعطاء والإبداع وإقامة المسابقات وتيسير وصولهم إلى المسابقات والمعارض التشكيلية المختلفة لهم ورعاية إنتاجهم في كافة المجالات وخاصة المجال الذي نحن بصدد الحديث عنه وهو الفن التشكيلي خاصة إذا ما علمنا أن من يقف على هرم هذه الوزارات هو معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين صاحب التجربة الجمالية الثرية من خلال رئاسة معاليه لمجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وهي أكثر المؤسسات اهتماما بالجمال قولا وعملا.. أتمنى على الوزارة أيضا أن تبادر إلى تهيئة الأجواء لهذه الفتاة ومساعدتها على إقامة معرضها الشخصي الأول وتحقيق رغبتها وإتاحة الفرصة لها للحضور والإبداع والتجلي.