Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/10/2008 G Issue 13160
الخميس 10 شوال 1429   العدد  13160
السلوة للضمادي:
هل أنت كسول يحيط بك أشباه فنانين.. أم فشلت الجمعية في احتوائك؟

متابعة - محمد المنيف

قرأت التغطية المتميزة في الموقع الإلكتروني لنادي حائل الأدبي حول استضافة النادي للفنان المبدع علي الضمادي ضمن فعاليات أمسيات شهر رمضان، واشتمل الخبر على تغطية جميلة ومفصلة عن الأمسية، وعما تحدث به الفنان الضمادي في مسيرته التشكيلية.. أحببنا أن نقتطع منها بعض الومضات؛ كون الزميل الضمادي من الفنانين الأكثر صمتاً بالكلام والأكثر تواجداً بالإبداع، لكنه إذا تحدث لا يغض الطرف عن الحقيقة أو يجامل. وحرصاً منا أخذنا هذه الأمسية بشكل مغاير عن الخبر كمتابعة يستحقها الزملاء بالنادي والفنان الضمادي ولكل من حضر الأمسية مع اعتذارنا للزملاء بموقع النادي لأخذنا بعض الصور التي لم نحظ بها من قبل مكتب الجزيرة في حائل؛ مما جعلنا في موقف حرج من الزميل الضمادي (الذي تجمعني به زمالة دراسة وإبداع) ومن الإخوة في النادي؛ كون الصفحة مختصة بهذا المجال، مؤكدين هنا أننا لم نقصد بالعنوان إثارة قضية، ولكننا أردنا أن يصل صوت الضمادي إلى آذان الآخرين فلم نجد سوى ما تعود عليه الكثير وهو أسلوب الإثارة المباشرة في العناوين مع أننا لا نحبذ مثل هذه السبل لكننا نجدها نوعاً من الاستفزاز المحبب ليحرك إعلام الجمعية نحو كشف نشاطها والتعريف به وليتفاعل الفنانون هناك مع هذا الاتهام من قبل الأستاذ السلوة.

نعود إلى الأمسية وما جاء فيها من ومضات حيث بدأ الخبر بأن الفنان الضمادي يحل لأول مرة طيلة مسيرته الفنية التي تجاوزت أربعين عاماً، ضيفاً في أمسية بالمقهى الثقافي الرمضاني بنادي حائل الأدبي في القاعة الثقافية التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ شتيوي عزام الغيثي: (لقد استوقفتني كلمة.. يحل لأول مرة.. أين النادي والجمعية عن الضمادي في الأيام الخوالي؟؟).

يتواصل سرد الخبر بأن الضمادي تحدث عن بدايته وسيرته الذاتية ومسيرته الفنية، مشيراً إلى أنه اختار درباً فريداً من دروب الفن تمارسه قلة قليلة على مستوى البلاد والعالم العربي وذلك لصعوبته والتعب البدني الذي يصيب ممارسيه وهو (الطرق على النحاس)، مكملاً حديثه بأنه - بفضل من الله - تمكن من أدوات هذا الفن الصعب المراس بامتلاك ناصيته زاعماً أنه استطاع أن يمهد لمدرسة سعودية في هذا المجال بشهادة النقاد والدارسين (تعتز الجزيرة التشكيلية بما قدمته وتقدمه عن هذا الفنان)، ويضيف الفنان الضمادي أنه يمارس إبداعه رغم ما يعانيه صحياً وبدنياً من ممارسة هذا الفن الشاق إلا أنه ما زال قادراً على العطاء وينتج بمعدل ثابت ما يحقق له الإشباع الفني ويسهم في إثراء الحركة التشكيلية.

السؤال الأكثر إثارةً

الاستاذ حمود السلوة طرح سؤالا جريئاً بحضور عدد من التشكيليين ومن المنتمين إلى فرع جمعية الثقافة والفنون ومنهم الفنان يوسف الشغدلي رئيس فرع جمعية الثقافة الفنون فكان الأكثر إثارة للفنان وللحضور حينما وجه السلوة تساؤله للضمادي عن سبب غيابه في الفترة الماضية، وهل كان الغياب بسبب (كسل الفنان) أم أنه كان محاطاً (بأشباه فنانين)، ثم وصف السلوة فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل (بالفاشل) وقال ليس له حضور إطلاقاً، خصوصاً في احتواء الفن التشكيلي، ملمحاً - كما نعتقد - إلى الضمادي كنموذج. هذا السؤال مع ما يراه البعض فيه من القسوة إلا أنه مطلوب، خصوصاً أن الضيف فنان يعد من قامات الإبداع الثقافي في حائل وأحد رواد هذا الفن في المنطقة، ومع ذلك لا يرى له من التحرك بحجم ما عرف عنه، وعما يمتلكه من قدرات فنية؛ ولهذا وجب التساؤل وكشف من يتحمل هذا الغياب وأسبابه وهل هو الفنان أم الجهات الأخرى، كما أن السؤال جاء من شخص له موقعه ومكانته الإعلامية.

الفنان الضمادي كان أكثر ذكاءً وقدرةً على الإمساك بالعصا من منتصفها مع علمنا بأنه يخفي الكثير، قائلاً: أريد المناخ الفني وأنا أعطيكم مزيداً من الإبداع، مؤكداً أن للنادي الأدبي وفرع جمعية الثقافة والفنون دوراً في دعم الإبداع. وأوضح الفنان الضمادي أن أمانة المنطقة لها دور في تجميل المنطقة في اللوحات الجدارية، وأبدى الضمادي نقده للمجسمات في ميادين حائل وقال: المدخنة والدلة والمحماس وغيرها عفا عليها الزمن وليست لها علاقة بالفن ولا تعطي أي إحساس فني ولا تتجاوز أن تكون كتلة في فراغ، وهو رأي يحسب للفنان ويؤخذ به؛ فالضمادي مختص في الفنون وقد تلقى إبداعه بمستوى أكاديمي من فنانين عرب يشهد لهم تاريخ الساحة العربية فهو لم يأت من فراغ ولا يتحدث إلا من مرجعية ثقافية وتقنية يعتمد عليها. والجميل في الأمسية أن إدارة النادي استطاعت أن تأخذ من الضمادي الصعب المراس والمعتد بإبداعه وعداً منه بإقامة معرض لأعماله كما جاء في كلمة رئيس النادي محمد بن عبدالرحمن الحمد في ختام الأمسية التي قال فيها: ختامها مسك فهذه آخر جلسات المقهى الرمضاني، وقد أبهجنا حضور الفنان الضمادي هذه الليلة وتوجها، ثم أعلن الحمد أن الفنان وافق على أن يقيم النادي معرضاً لأعماله. وأضاف عضو إدارة النادي الأستاذ سعود الجراد أن التكريم الحقيقي للفنان الضمادي في إقامة المعارض لأعماله والورش النقدية لمنجزاته الفنية

مشروع تجميل

أخيراً يمكن القول إن نادي حائل الأدبي استطاع أن يخرج الضمادي من حالة التوحد مع إبداعه إلى حالة التواصل مع المجتمع من خلال الأمسية وما ينوي عليه من إقامة معرض له في النادي، وكشف مشروعه الجديد الذي أعلن عنه في الأمسية بأن لديه مشروعاً يتمثل في رسم لوحة جدارية تمتد 18 متراً وعرض 3 أمتار في حائل تحكي التراث الحائلي وقصة حاتم الطائي وحصانه وكلماته الشهيرة كما لم يخفِ الفنان الضمادي عتبه على المسؤولين بمطار حائل لعدم اهتمامه بتجميل صالات الانتظار باللوحات الفنية.

الجدير بالذكر أن رئيس نادي حائل الأدبي كرم الفنان علي الضمادي نيابة عن أعضاء النادي ومنسوبيه بدرع تذكاري للأمسية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد