Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/10/2008 G Issue 13160
الخميس 10 شوال 1429   العدد  13160
للرسم.. معنى
أمية الفن التشكيلي
محمد المنيف

التوجه نحو المشاركات في المسابقات وإقامة المعارض الشخصية أو تنظيم المعارض الجماعية أخذ الحيز الأكبر في مسيرة الفن التشكيلي المحلي من قبل الفنانين أو المسؤولين عنه وأغفل جانب محو الأمية التشكيلية التي يعيشها الجمهور عامة إلا ما قل، خصوصاً في مفهوم الفن الحديث أو كيفية التعامل مع أي منتج تشكيلي، نحتاً كان أو تصويراً زيتياً أو رسماً.. هذه الأمية هي أهم ما يمكن البحث عن معالجته من خلال مراحل متواصلة مهما طال مسيرها؛ فقد أخذ الفن التشكيلي حقه في كثافة الإعداد والأنشطة خلال رحلته أو مسيرته منذ انطلاقته الأولى التي تصل إلى ما يزيد على أربعين عام، لكن مستوى الوعي بهذا الفن لم يتعدَّ المعنيين به وفي أضيق الحدود مع وجود نخبة لا تشكل رقماً يعادل الكم الكبير من الذين لا يعلمون شيئاً عن هذا الفن أو يستطيعون فهمه.

هذه الأمية التي تحتاج إلى الكثير من الاهتمام تمتد على مستوى الوطن العربي، وحتى على المستوى العالمي، إلا أنها هنا في محيطنا أكثر كثافة نتيجة عدم وجود سبل التعلم والتعرف على ماهية هذا الفن أو التعود على مشاهدته كما هي الحال في الدول الغربية وبعض الدول العربية كالمتاحف وقاعات العرض الدائمة والمعارض المتميزة متعددة المجالات التشكيلية؛ فالكثير من المعارض التي تقام هنا لا يمكن الاعتماد عليها لعدم اكتمال مواصفاتها التي تهدف إلى الارتقاء بذائقة المجتمع والأخذ به نحو جديد الفن، بل إن غالبيتها، وبما يشاهد فيه من (حشف وسوء كيل)، يتسبب في ابتعاد الجمهور عن هذا الفن، واعتباره مجال ترفيه وتسلية؛ ولهذا أصبحت الفنون التشكيلية اليوم جزءاً من أنشطة الأسواق التجارية لترفيه زوارها بعيداً عن مفهومها الثقافي وقيمتها التقنية والفكرية.

لقد حاول بعض التشكيليين إنشاء مواقع إلكترونية، بعضها كان متميزاً ومدروس الأهداف، ومنها ما أنشئ للدعاية الشخصية، ومع ذلك كانت مبعث أمل لتساعد في محو تلك الأمية التشكيلية إلا أن أصحابها صدموا بأمية غالبية التشكيليين وعدم قدرتهم على التعامل مع هذه التقنيات؛ فتسبب ذلك في تراجع نشاط تلك المواقع بسبب التبعات المادية.

إذا فالأمر يتطلب إعادة النظر والبحث عن سبل جديدة أكثر قرباً من الجمهور، منها المحاضرات في المدارس الثانوية والجامعات من قبل أسماء تعي معنى التوعية بهذا الفن وليس لسرد تاريخه واستعراض السير الذاتية.

ايقاع

نشكر كل من بعث للصفحة من القراء والمثقفين والتشكيليين والتشكيليات بإيميلات التهنئة بعيد الفطر المبارك، داعين الله أن يعيده على هذا الوطن الغالي وكل من على أرضه أعواماً عديدة بالصحة والعافية والأمن والأمان، إنه سميع مجيب الدعاء.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد