حتى نكون صادقين وواقعيين مع أنفسنا لا بد أن نحصر أو (نحاصر) جميع مشاعر الحب والكره داخل إطار (الموضوعية).. متحررين من قيودهما الثقيلة (المتكلفة) أحياناً، وفي أفضل الحالات والظروف لا يمكن أن نتجاوز حدود (الأنا) مكتملة النرجسية، المؤمنة بكل قيم الصدق والأخلاق (الجادة) التي تدور داخل إطارها (الأزرق)... وكان ولا يزال البعض (منَّا) معشر المثقفين غائرين داخل أنفسنا متتبعين بحذر كل خطوة تدور (خلفنا..!) مرددين بهدوء: حوالينا ولا علينا.
قد تتبدَّل وتتغيَّر تلك الزنبقة الجميلة (الرائعة) فترتدي العديد من الثياب الزاهية في حين تُوصف بالقبيحة والرثة لتزول عنها أي صفةٍ من صفات الجمال أو الحسن، بينما تتجرَّد حقيقتها من كلا القطبين لترسم المعنى الترابي المطابق للواقع (الحي) فتغلق البوابة أمام أي (محاولة) لعبور (سيريالي) محفوف بمحفزات الأنا.
لم تكن تلك المحاولات (الجادة) لوصف السماء والأرض، وحساب الفارق بينهما سوى تجارب (يائسة) لا تملك من الأمر شيئاً.. فهؤلاء في سيرهم ومحاولاتهم يغفلون الوقت متجاهلين تلك الحركات المتسارعة والمتتالية لعقارب الساعة التي تؤذن برحيل كل شيء، حتى الزمن الذي يُشكِّل دم عروقها فستتخلى عنه وتحوِّله إلى ماضٍ سحيق (غابر)، فهل سيتعظ هؤلاء ويتعلمون من أخطائهم المليئة بالأخطاء؟
الكل وأنا واحد منهم نرغب في أن يصل مجتمعنا إلى نقطة الفصل بيننا وبينهم، لعل وعسى أن ينصفنا الدهر فنقتبس من نورهم، لنكمل حياتنا الطامحة في سكون.