لا يقصد به هنا التهام كميات من طعام الأرز بدون قياس، أو تكرار الحديث عن أسعار الأرز كلما لم نجد ما نتحدث عنه أو عندما نسأم من الحديث عن المسيار وبرامج المحطات الفضائية الخليجية والعربية التي تستجدي جمهور الضاحكين ليقدموا لها بضع ابتسامات في ميدان التسابق نحو ما يُسمى كوميديا ولا أراها كذلك بشكلها الحالي.. غير أن المقصود بالترزز هو محاولة إظهار المرء لتميّزه في وسطه الاجتماعي سواء كان يملك مقومات هذا الترزز أو لا، إنما هي وجهة نظره وهو لا يريد رأي الآخرين فيها، وهو لم يلتفت إليه أصلاً فكل همه الآن الترزز وإظهار الذات أو قشور الذات دون لبها، حسناً هذا عند من لا يملك عناصر التميز، فما الرأي حول من يملكها؟ أيحق له أن يترزز على اعتبار أنه يسير في المسار الصحيح وأن مثله يفترض أن يبرز كمثال وقدوة للناجحين، وهل من حق المجتمع المحيط به أن يمنحه الفرصة وهامش الحرية هذا؟!
لو طلب مني الإجابة لقلت إنني لا اعترض على أي من التوجهين طالما أن المرء يملك شيئاً من التميّز في مجاله وتخصصه وهذا شأنه ولن يخسر الآخرون شيئاً، لكني في الوقت ذاته سأقدم نصيحة للمترزز مختصرها: لا تكلّف نفسك كل هذا العناء واعمل على سجيتك، فالظروف والزمن والمجتمع كلها كفيلة بإبرازك ورزك واحترامك، وحاول أن تفهم معنى المثل الدارج : (كل ملتصق لا بد أن يسقط ولو بعد حين).