لم أشاهد في حياتي الهلاليين يحتفون بمدرب مثل احتفائهم بالروماني كوزمين لدرجة وصلت معهم أن منحوه ما لم يمنحوه أياً ممن سبقه من المدربين عندما وضعوه أحد أعضاء شرف ناديهم، المدرب يتوافق مع مجتمعنا في نقاط لا تجدها إلا نادراً لدى الغربيين هي الكرم والوفاء لكن هذه النقاط التي قد تجذبنا إليه عاطفياً لا تعطي في النهاية مدرب كرة قدم مميزاً، فخسارة الهلال أمام نجران في الجولة الماضية لن تكون الأخيرة في الدوري لأسباب فنية بحتة.. فكرة القدم ليست فيزياء أو رياضيات.. هي لعبه شعبية الكل يفهمها بأدق تفاصيلها فهي لا تحتاج تعقيداً أو معادلات فليس من المنطقي الاختراع أو الاستمرار على العناصر المتواضعة.. أقول ذلك بعد أن شاهدت كوزمين يُخطئ بإدخال حسن خيرات كظهير أيمن رغم وجود محمد نامي القوي والقابل للتطور والذي أثبت في الموسم الماضي كفاءته.. والخطأ الثاني لدى المدرب هو الإبقاء على الشلهوب الذي يشهد مستواه تراجعاً مخيفاً رغم وجود الشاب الموهوب عبد العزيز الدوسري، وأقول ذلك بعد أن شاهدت تغييرات غير واقعية أقدم عليها كوزمين عندما أخرج في تلك المباراة الفريدي وأبقى على الشلهوب وأخرج ياسر الذي قد يعيدك للمباراة في أي لحظة، ما أود أن أقوله إن هذا المدرب الكريم والوفي من الصعب أن يقنع الناس كلهم بهذا الأداء الهزيل الذي ظهر به الفريق..ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أن الهلال لم يقدم مع كوزمين بشكل عام أداءً كروياً رفيعاً حتى في الموسم الماضي كان الفريق يفوز بصعوبة بالغة وبمستوى متواضع وكانت كل الجماهير (تدعو) للعملاق محمد الدعيع الذي قاد الفريق لانتصارات كثيرة بفضل تألقه الملفت وللبارعين ياسر القحطاني وطارق التائب.. ويبدو لي أن الوقت قد حان ليجلس الفاهمون في كرة القدم من أعضاء الإدارة مع عضو شرف النادي كوزمين ليتحدثوا معه حول أخطائه التي يشهد عليها المتابع الصغير قبل الكبير حتى لا يقولوا عندما تطير الطيور بأرزاقها (يا ليت) لأن الخسارة في نظام النقاط من نجران مثل الخسارة من الشباب أو الاتحاد.

التحضير الإداري

يقول خبراء كرويون مرموقون إن فوز فريق كرة القدم يعتمد بنسبة تتجاوز 50% على العمل الإداري فمتى ما كان هناك تحضير إداري قوي كان الفريق على الموعد وفيما يبدو لي أن التحضير الإداري للهلال قبل المباريات مع الفرق الصغيرة ليس جيداً لأن لاعبي الهلال الذين شاهدناهم أمام نجران لم يدخلوا بحماس وزاد الطين بلة كما يُقال تخبطات كوزمين فسقط الهلال في ملعب الأخدود، وللتأكيد على أهمية العمل الإداري في مثل هذه المباريات ذكر لي الصديق حمد الصنيع أحد أهم أسرار الانتصارات المدوية التي يحققها العميد نادي الاتحاد على الفرق الصغيرة فيقول حمد بأن إدارات الاتحاد المتعاقبة تعمل للمباريات مع الفرق الصغيرة حسابات أكبر من تلك التي يعملونها لمواجهات الهلال والأهلي والشباب فيقول بأنه يعقد عدة اجتماعات مع اللاعبين المؤثرين في الفريق وأنه يتم توجيه كل لاعب للاجتماع بمجموعة من اللاعبين وكذلك الحال للمدير الإداري والمدرب الذي يعقد عدداً من المحاضرات على اللاعبين قبل المباراة لتأكيد أهميتها ويكون هناك عمل ميداني مرافق من خلال بث روح التحدي بين اللاعبين في التمارين والمعسكر في حين أن المباريات الكبيرة لا تحتاج كل هذا الإعداد ولا نصفه لأن اللاعب يكون مستعداً نفسياً قبل المباراة بأسبوع على الأقل وشاعراً بأهميتها وقيمتها.. السؤال.. هل يعمل الهلاليون كل هذا لأجل فريقهم قبل هذه النوعية من المباريات؟

مقتطفات

- ما حصل في مباراة النصر والاتفاق أمر مخجل حقاً وزاد منه ذلك التراشق الإعلامي بين إدارتي الفريقين.

- الثنائي هشام بوشروان وعماد متعب أفضل صفقات الأندية هذا الموسم عطفاً على أدائهما في الثلاث مباريات الماضية.

- نادي الاتحاد هذا الموسم معد إعداداً جيداً وأعتقد أنه الأقرب للفوز ببطولة الدوري.

- في الهلال لا يوجد استقرار على تشكيلة ولا أداء جيد وهذه معضلة فنية مزعجة.

- راشد الرهيب أثبت بأنه لاعب كبير ومكسب لفارس الدهناء.

- يُقال بأن شعبية النادي الأهلي في منطقة الجنوب كبيرة.. لكنني تفاجأت بالحضور المتواضع للجماهير في لقاء الأهلي بأبها في أبها!!