كل يوم نقوم بأداء الصلوات الخمس بناءً على المواقيت المحددة في تقويم أم القرى الذي يصدر في بداية كل عام والمحسوبة فلكياً لجميع شهور السنة، كما أننا في هذا العام الهجري 1429هـ قمنا بأداء صلاة الخسوف وكنا نعلم سلفاً بحدوث الخسوف، ولم يصدر بيان رسمي في حينه، من هيئة كبار العلماء، ويحدد موعد صلاة الخسوف يحث المسلمين على أدائها في اليوم والساعة المحددة، وهي سنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما أنه حصل كسوف لم ير بالعين المجردة، ولكن رآه من زار مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ربما لأنهما من الأحداث الكونية المحسوبة فلكياً، والحساب الفلكي لخدمة العبادة ليست من الأدوات المعول عليها حتى يومنا، عدا مواقيت الأذان كما جاء في تقويم أم القرى، بل أن الحساب الفلكي دائما مثار جدل عندما يكون الموضوع رؤية الهلال لدخول رمضان المبارك أو خروجه وتحديد أول يوم لعيد الفطر، ينتج عنه تباين في دخول الشهر بين مختلف الأقطار الإسلامية مما يترتب عليه أيضاً وقوع ليلة القدر في كل من الليالي الزوجية وفي الليالي الفردية، في آن واحد، بينما الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح تحروا رؤية ليلة القدر في ليلة (الواحد، والثالث، والخامس، السابع، والتاسع) من العشر الأواخر من رمضان، لكن نتيجة اختلاف بداية الصيام بين الأقطار الإسلامية فإن ليلة القدر توافق الليالي الزوجية للأقطار الإسلامية المختلف صيامها عن السعودية ومن معها من الأقطار الإسلامية، هذا على افتراض أن رؤية هلال رمضان للسعودية هو الصحيح، هنا تظهر أهمية تقويم أم القرى ليكون أشمل وأعم بدلاً من اقتصاره فقط على مواقيت الصلاة، ولماذا هناك قبول لاستعمال الحساب الفلكي لمواقيت الصلاة فقط؟ ولم يوجد تقبلا حتى الآن للحساب الفلكي لتحديد أزمنة الشعائر التعبدية الأخرى ذات المواقيت؟ والآثار المترتبة على الجواب، والله أعلم، عندها لن يعود هناك حاجة إلى قرارات دينية لتحديد بداية رمضان أو عيد الفطر أو الحج حيث ستكون جميعها معلومة سلفاً، مثلها مثل مواقيت الصلاة وهذا في مضمونه نقلة نوعية ستعيد صياغة القرار الديني المألوف القاضي ببداية شهر رمضان، عيد الفطر، الحج، الخسوف، الكسوف، ليصبح مجرد خطاب تذكيري لشعائر دينية ذات مواقيت محددة سلفا على غرار شعيرة الصلاة.
okazion@yahoo.com