Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/10/2008 G Issue 13158
الثلاثاء 08 شوال 1429   العدد  13158
الصحفي المشاغب.. مبروك
محمد حمد البشيت

كلما وقع الاختيار على رئيس للتحرير أو نائب لرئيس التحرير، لأية صحيفة سعودية أجد أن هذا وذاك الرجل الصحفي، الذي وقع عليه الاختيار كان ينتمي لمدرسة (الجزيرة) الصحفية وقد خرج من معطفها، ليتبوأ مكانة صحفية مرموقة، يشار إليه ب(البنان) والأمثلة كثيرة لا تحصى.

وهذا ما تناقلته أخيراً الصحف عن خبر تعيين الزميل الأستاذ محمد التونسي رئيساً لتحرير صحيفة (عكاظ) وما يهمني من عملية النقل (للخبر) هو أنها كلها أتت (كنسخة كربونية) للخبر دون تعديل أو تبديل لما يحتويه الخبر؟!

إلا أن صحيفة الجزيرة هي التي انفردت بنشر (الخبر) وأفردت له مكاناً بارزاً على متن الصفحة الأخيرة، وقد صيغ بصياغة صحفية راقية، ولم تغمط كلمة حق، حينما قالت في حيثيات الخبر: (إلى أن توج ذلك بقرار صدر قبل إجازة العيد وتم التكتم عليه ليتزامن الإعلان عنه مع مباشرة الزميل لعمله بعد العيد).. تكتمت صحيفة(الجزيرة) ليكون الخبر متماهياً مع قرار وزارة الإعلام والثقافة، في الحرص على نشره في الوقت المناسب، ولم تستعجل (الجزيرة) بعملية النشر، رغم ما أثير من لغط في الوسط الصحفي، من تكهنات إلا أن (الجزيرة) ارتأت التريث للمصلحة العامة.

ومما يسعدني حقيقة هو التميز في العلاقات الإنسانية التي تتحلى بها صحيفة (الجزيرة) مع كائن من كان، إن كان هذا الصحفي الذي اختير لهذه أو تلك المطبوعة الصحفية كان ينتمي إليها أو لم يكن، فهي تحتفي بالقدرات الصحفية نحو مستقبل مشرق من العمل الصحفي.

التونسي مثال، وقد تكون شهادتي فيه (مجروحة) وهو الزميل بصحيفة(الجزيرة) في عاديات الأعوام. فلديه من القدرات الصحفية ما مكنه من تبوأ أكثر من منصب إعلامي، وطموحاته الإعلامية لا تتوقف عند حد إعلامي معين، فهو الكاتب الصحفي ونائب رئيس التحرير، ورئيس التحرير، والإداري الإعلامي، ما بين الشرق الأوسط، والاقتصادية، وإيلاف، والإخبارية!

فقد يكون عليه بعض المآخذ الإعلامية، ولكن من منّا لا تكون عليه ثمة بعض المآخذ، مثل العجلة والقلق بالعمل، تلك هي شعلة التوهج في مواكبة أمور العصر الحديثة في اللحاق بقطار المستجدات الإعلامية السريعة!

وقد خبرته بعجلته يحمل بين جوانحه وجوارحه ذلك الإنسان البسيط، الذي لا يحمل صفة الحقد والحسد، بقدر ما يحمل التسامح والمحبة، بل وحسن الضيافة في منزله، وقد استضافني للسكن معه وهو الطالب بالجامعة وهو الموظف، خلال زياراتي لمدينة الرياض، ونحن الزملاء بالجزيرة، نعم أنه القلق والمقلق معاً، فهو القلق على سرعة الإنجاز والبحث عن هذه أو تلك المادة الصحفية المؤثرة والمثيرة، وهو المقلق، ولكن نحو إعلام أفضل، حسب رؤيتي المتواضعة، وقد تكون هذه من المآخذ عليه إذا وجدت عند البعض؟! ولعل المتنبي صادق حين قال:

على قلق كأن الريح تحتي

تسيرني يمينا أو شمالا

كنت وزملائي ب(الجزيرة) نقول عنه (الصحفي المشاغب) وربما استحب هذه الصفة وعزف على نغمتها، وربما تلك الصفة سببت له (المتاعب) ما بين الشرق الأوسط، والاقتصادية، والإخبارية، ما علينا.

أتمنى للزميل القديم، والصديق المتجدد، محمد التونسي، أن يوفق في صحيفة (عكاظ) مثلما وفقت به عكاظ، وأن تكون هناك الحميمة الصحفية الدافئة بين الصحيفة ورئيس تحريرها الجديد الذي ينتظر منه كل الخير لما هو في مصلحة الصحيفة (عكاظ).

وبالله التوفيق.

فاكس: 026982218



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد