ثامر السعيد
انهار السوق السعودي مع انطلاقة تداولات ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك، حيث افتتح السوق تعاملات الاثنين على انخفاض كبير قارب النسبة القصوى للمؤشر بإغلاق أسهم الشركات بالنسب الدنيا المسموح بها في أنظمة التداول 10% وتوقفت تحركات مؤشر السوق عند مستوى 6.726 نقطة وبتراجع كبير في أحجام وقيم التداول، حيث إن قيمة الأسهم المتداولة في السوق لم تتجاوز 1.39 مليار ريال وبحجم أسهم متداول قارب 49.6 مليون سهم وعدد صفقات ضئيل بلغ 39.583 وكانت قطاعات السوق بأكملها قد أغلقت منخفضة عند مستويات قاربت النسبة الدنيا لها باستثناء قطاع الفنادق والسياحة الذي سجل أدنى نسبة انخفاض بتراجعه بما يعادل 8.1% وكان قطاع الإعلام والنشر هو الأكثر تراجعاً بنسبة 9.99% وعن أداء الشركات فلم تتمكن أي شركة الإغلاق في المنطقة الخضراء وبدأت قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا خاوية من الأسهم بعد أن سجلت جميع شركات السوق النسبة الدنيا في تداولات الأمس باستثناء 9 شركات تمكنت من الإغلاق على طلبات وليست كما هي حالة الشركات الأخرى التي أغلقت بعروض دون طلبات وتعد هذه الشركات التي أغلقت على طلب هي الأفضل حالا في السوق لوجود الطلبات فيها وهي كهرباء السعودية، اتحاد اتصالات، السيارات، الغاز، الفنادق، مكة، معدنية وجرير وجاء البنك السعودي الهولندي وبنك ساب وشركة الخزف في المراتب الثلاث الأولى في قائمة الشركات الأكثر انخفاضا بعد تراجعها كما هو حال غالبية الشركات في السوق بالنسب الدنيا ويعود هذا الهلع الذي أصاب السوق السعودية استكمالا للبساط الأحمر الذي امتد في غالبية أسواق الأسهم العالمية من شرق الكرة الأرضية للأسواق التي سبقت السوق السعودية بافتتاحها الأسبوعي إلا الأسواق التي افتتحت أثناء جلسة تداول السوق حيث سجلت أسواق الشرق الأقصى تراجعات تفاوت بين 5% للسوق الصيني (هانق سنق) و6% للسوق الهندي (سنيسكس) وامتدت التراجعات حتى طالت الأسواق الخليجية بأكملها وكان سوقنا السعودي هو الأكثر تراجعا بين أسواق المنطقة واستمرت التراجعات لتطال الأسواق الأوروبية فقد خسر مؤشر داكس الألماني 4.7% وخسر مؤشر الكاكراوند الفرنسي 5.5% وانخفض مؤشر فوتسي اللندني ما يعادل 4.7% واستمرت التراجعات لتطال أسعار المشتقات النفطية والمواد البتروكيماوية والنفط ليسجل نايمكس تراجعاص بما يقارب 2% وخالف الذهب الأسواق بارتفاعه بما يعادل 3.5% وكان عدد من البنوك السعودية قد أعلنت عن نتائج أعمالها للربع الثالث من العام الحالي وعن نتائج أعمالها عن ال9 أشهر الماضية إلا أن هذه الإعلانات التي تضمنت في أغلبها أرباحاً لهذه البنوك لم تكن كافية لطمأنة المتعاملين على الأداء العام لقطاع المصارف والخدمات المالية في السوق السعودي والذي شكل التخوف الأكبر منذ دخول العالم في أزمة الائتمان التي أحدث كل هذا الهلع في الأسواق العالمية وفي الاقتصاديات الدولية.