أكد تقرير حديث أن أزمة الائتمان العالمية جعلت المستثمرين الإقليميين أكثر حذراً وتأنياً في التعامل مع أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلا أن التقرير أشار في نفس الوقت الى إن ديناميكية العرض والطلب مازالت إيجابية ومواتية في أرجاء المنطقة.
وأظهر التقرير الذي أطلقته كولييرز إنترناشيونال إحدى شركات الاستشارات العقارية أن الأنشطة الاستثمارية العقارية ستتجه في تركيزها نحو العقارات المرموقة ذات المواقع المتميِّزة والمدعومة بمرافق ترفيهية وتجارية متكاملة وتُدار بشكل فعال وعلى النحو الذي يلبي احتياجات العملاء من المالكين والمستثمرين بالشكل الأمثل.
وقال أيان ألبرت المدير الإقليمي في كولييرز إنترناشيونال خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في فندق أبراج الإمارات بدبي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق المنطوية على إمكانات هائلة مقارنة مع الأسواق العقارية العالمية الأخرى بيدَ أننا نتوقع العودة إلى الأسس خاصة في الأسواق الأكثر تقدماً.. وفي هذا الصدد من المتوقع أن يحتل المطوِّرون العقاريون المتميِّزون الذين يلبون متطلبات واحتياجات عملائهم بشكل كامل مكانة راسخة تؤهلهم لمواجهة أيّ حركة تصحيحية بمرونة عالية.
وأوضح أيان ألبرت ان الأسواق العقارية الإقليمية تشهد حالة يمكن أن نسمِّيها الاستثمار المكرّر حيث يعمد المطوِّرون العقاريون من الدرجة الثانية إلى تقليد مشروعات وإنجازات المطوِّرين العقاريين من الدرجة الأولى من خلال بناء مشروعات وتحقيق إنجازات مماثلة ومتلاحقة وفي الظروف الحالية في أسواق المنطقة ستكون المشروعات المتخصِّصة والمتميِّزة هى الحلّ.. وتوقع ألبرت أن يتفوق المطوِّرون العقاريون الذين يرسِّخون مكانتهم وسمعتهم وعلامتهم التجارية وينجزون مشروعات متميِّزة على منافسيهم خلال المرحلة المقبلة.
وتضمن التقرير عددا من الحقائق أولها ان المشروعات العقارية التي يتمّ التخطيط لها وإنجازها على نحو مُحكم ستستأثر باهتمام متنام خلال المرحلة المقبلة، وأما المشروعات العقارية ذات التصميمات الضعيفة أو غير المُوفقة التي تزايدت أسعارها خلال المرحلة السابقة بسبب قلة المعروض والمضاربات لا لجودتها وتميّزها فستكون أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بوفرة المعروض.
وعبَّرت كولييرز إنترناشيونال في تقريرها المستمد من دراسات بحثية مفصَّلة ومعمَّقة أجرتها حول الوحدات المكتبية والسكنية وقطاعي المتاجر والضيافة عن قلقها من تركيز المطوِّرين العقاريين المتواصل في كافة أسواق المنطقة تقريباً على قطاع المشروعات السكنية الراقية دون غيرها.
وقالت: إن من المخاطر المشتركة بين الأسواق العقارية تزايد المعروض بسبب المشروعات العقارية التي تقلِّد بعضها بعضا والمضاربات المهيمنة على الأسواق والعقبات الماثلة أمام العملاء من المالكين المحتملين مثل قلة الوحدات المتاحة بأسعار معقولة والحصول على التمويل اللازم.
وتوقعت كولييرز إنترناشيونال أن يتباطأ تأجير المتاجر إلى حدٍّ ما في عام 2010 الأمر الذي يبرز الأهمية البالغة لتنويع المشروعات العقارية وخلافاً لذلك تتوقع كولييرز إنترناشيونال أن تشهد العاصمتان السورية والمصرية طلباً قوياً على تطوير مراكز المتاجر ونمو هذا القطاع.