أود أن أحدثك عن الروح!!
الروح التي فقدتها قبل فترة يسيرة ففقدت برحيلها لذة الحياة، وبهجتها، ومتعتها..
أود أن أقول:
أشعر أنني أصبحت أقل إشراقاً!
أقل سطوعاً!
أقل طموحاً!!
أقل مصداقية!!
و.. أقل أمانة!!
وأضعف عزيمة!
أريد أن أسأل:
كيف يستطيع شخص تافه أن يفقدك معاني الحياة؟ وأبجديات السعادة؟ وأن يحيلك إلى كومة من اللا مبالاة؟!
كيف يقذف في مسامعك عبارات قاسية فلا توجعك؟ وكأنه يعني بها شخصاً غيرك؟
كيف تبقى صامداً غير مكترث أمام كوارث كانت توجعك بل وتزلزلك؟!
كيف يصبح الهروب نهاية أربك؟ والنوم منتهى أملك اليومي وهدفك المنشود؟
بل كيف تهزم على غفلة منك؟!
وحين أرنو إليك لأحدثك، فأشكو أو أبكي أو أتوجع؛ فلأنك الأقرب للفكر.
فهل كان ما أؤمن به سراباً؟ أم كنت أتبع وهماً؟
أم قد كنت هشّة لحد الليونة؟ أم كنت قاسية لدرجة الانكسار؟!
تستثيرني أطياف الماضي فتملأ ذكرياتها محاجري بالدموع.
***
هؤلاء الأشخاص ممن حولك لم تكن ردودهم مفاجئة، ولم تكن تصرفاتهم غير متوقعة، إنما المفاجأة هي سخرية مَن كنت تعمل لأجلهم، فيجحدون عطاءك!!
حين كنت تتكلم وتصرخ كان صوتك يضيع وسط الضجيج، وعندما تصرخ لمصلحتهم كانوا يستهزئون بك، وبمطالبك التي تصب في مصالحهم!!
والآن: هل فقدت الصدق والطيبة؟ أم فقدت الحماس والتوقد؟
أم أن مبادئي اهتزت؟ وقناعاتي انهارت برغم تأصلها بمقولة: (لا يصح إلا الصحيح)؟!
وهل يصح غير الصحيح؟!
أما آن للسقيم أن يشفى أو يغادر؟!
أين الحقيقة؟
أين الخطأ؟
أين أنا وسط هذه الحيرة؟!
ومَن المتسبب بها؟
أهي اختبار؟ أم فتنة؟ أم هي محنة؟!
ويبقى الصبر هو الطريق الموصل لفك الشفرة، وانجلاء الأزمة، وليس غيره طريق!
وغداً ستشرق شمس اليقين فتضيء قلباً قد قرأ آية {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، وحفظها عن ظهر قلب منذ كان يلثغ بحروفها.
والآن وقد وعاها جيداً..
فهو يقيمها بوضوح ويتلوها بترتيل، ويقرأ ما بعدها بثقة{الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}.
ألا تعلم أيها الإنسان: أن استواء خلقتك واعتدال خلقك لهما ضريبة؟ بل ضرائب؟ منها الاختبار والفتنة والمحنة والابتلاء وتتابع الخطوب! ليكون بعدها التمحيص!
ولكل نعمة ضريبة، كما لكل ابتلاء جزاء!
فمن رضي فله الرضا..
ومن سخط فعليه سخطه: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ). وهذا حقاً هو أسُّ اليقين، وخلاصة الإيمان!!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342