أصبحت أزمة غلاء الأرز معاناة تكدر صفو محبيه، ونحن نعيش مأساة هذه الأزمة التي تتنامى يوماً بعد يوم لابد من أن نفكر وبجد كيف نواجهه هذه الأزمة؟ وهل توجد حلول لها خاصة مع إصرار الدول المصدرة على الاستمرار في رفع سعره يوماً بعد يوم.
هل نستطيع بقوة وعزيمة وإصرار إرغام أنوف تجار الأرز والانتصار عليهم وإجبارهم على إيقاف هذا الغلاء.
نعم نستطيع ولكن هذا الأمر يحتاج إلى التكاتف والتعاون والاستمرار على تغيير العادات الغذائية التي سنتفق عليها أشهرا طويلة.
أولاً: أنا لا أدعو أبدا إلى مبدأ المقاطعة، فالكل يعترف بأن وجبة الأرز الشهية صعب مقاطعتها خاصة حينما يتولى طبخها طباخة ماهرة أو طباخ ماهر وهي سهلة الإعداد وأتذكر ذلك الرجل الذي بعد أن ملأ بطنه بالأرز وخرج ليغسل يديه من المطعم صرخ بقوة أحضروا لي الذي طبخ الأرز فخاف العاملون أن يكون هذا الطعام فيه عيب وصرخ مرة ثانية أحضروا لي الطباخ وأصر على ذلك فحضر الطباخ وكان شيخاً بنقالياً كبير السن فأقبل عليه ذلك الرجل ثم قبل رأسه وقال له طبخك رائع!!
ثانياً: إن الجيل الجديد جيل يعشق البرجر والبيتزا وجبة البطاطس المقلية فهو مغرم بالوجبات السريعة ولا يحب تناول وجبة الأرز يومياً والأم بإمكانها أن تحاكي مثل هذه الوجبات وهذا يساعد بلا شك على التخفيف من استهلاك الأرز ومن سافر للدول المجاورة كبلاد الشام مثلاً يرى أن الوجبات اليومية تخلو من الأرز.. إذن المسألة عبارة عن عادات غذائية يمكن أن تتغير يوماً بعد يوم.
ثالثاً: معروف أن وجبة الأرز لم تكن يوماً من الأيام الوجبة الرئيسية في بلدنا فقبل سنوات لم يتعود آباؤنا على هذه الوجبة التي أظهرت لنا الكروش وأصبحنا نعاني من السمنة فكان الضغط والسكر مصير الكثير منا، إن الوجبات الرئيسية الصحية التي كان أجدادنا يتناولونها هي الوجبات الشعبية التي نعرفها اليوم مثل القرصان والمرقوق والمطازيز والجريش والحنيني والعصيدة... الخ وأنا أدعو زوجات هذا الجيل الحرص على التدرب على طبخ مثل هذه الوجبات وتقديمها يوميا للأبناء لكي يعود عليها الأطفال.
رابعاً: الدقيق من نعم الله علينا في هذه البلاد والدقيق أساسي في الوجبات الغذائية ويمكن أن يدخل في كثير من الطبخات المنوعة واللذيذة فكثير من الفطائر والمعجنات يمكن أن تدعم باللحم المفروم بأنواعه أوالجبن بأنواعه والدقيق بديل مفيد للأرز.
خامساً: الإصرار على تناول الأرز يوميا يحتاج إلى أمرين مهمين أولهما التقليل من كيمته وذلك بمعرفة الكمية الكافية لأفراد الأسرة بحيث لا يزيد فائض منه ويكون مصيره الزبالة وتسطيع الأم أن توفر 30% من كمية الأرز بهذه الطريقة، وثانياً: تقليل كمية الأرز المطبوخ وإضافة أطعمة أخرى محببة للجميع مثل سلطة الفواكه والبطاطس المقلي والدجاج المشوي... إلخ.
سادساً: تغيير نمط بعض العادات في المناسبات العائلية والاجتماعية إن فكرة البوفيه المفتوح فكرة حضارية جملية بدأت بعض العوائل تطبيقها ومعروف أن طبق الأرز يكاد ينعدم في البوفيه المفتوح.
هذه بعض من الأفكار القليلة مع علمي بأن البعض يملك الكثير من الأفكار التي تجعلنا نستغني عن تناول الكبسة بأنواعها ولكن كما ذكرت بأن هذا الأمر يحتاج إلى إصرار وإجماع من جميع أبناء مجتمعنا ويكون مجتمعنا متحرر من وجبة الأرز والتي جعلت من حبنا للأرز مطعماً للمثلوثة في كل شارع من شوارع مدننا فتربى الصغار قبل الكبار على حب الأرز حتى بتنا نظن أننا لا نستطيع أن نعيش بلا أرز!!
- الرياض
hotmial. com@Abo-yosef2