Al Jazirah NewsPaper Monday  06/10/2008 G Issue 13157
الأثنين 07 شوال 1429   العدد  13157
أنثى مكتملة الرجولة
منال سعود الراشد

رُزقت تلك الأم بمولودةٍ اختارت لها الاسم الذي طالما حلمت به ..

فكم تمنّت أن تُرزق ب فتاة،، ل تحمل ذلك الاسم المحبب لها..!

كبُرت الفتاة وبلغت سن السابعة وألحقتها والدتها بالمدرسة ..

تدرّجت الفتاة في ذلك السلك التعليمي وبدأ احتكاكها بمثيلاتها في الجنس والعمر ..

وكانت نقطة البداية لتغيُّرها هي احتكاكها بالمجتمع الخارجي أضف إلى ذلك وسائل الاتصال بالعالم الخارجي،،

بدأت الفتاة، أو من كان من المفترض بها أن تكون فتاة بالتغيُّر .. ذلك الشَّعر الطويل قُصّ أو لعلِّي أقول (حُلِق) ..

لتظهر كما يقولون ب قصّة البوي..!

الصوت تُحاول جاهدة (تخشينه)..!

أخذت تمشي كما الرجال..!

وتتعطر بعطوراتٍ رجالية .. ناهيك عن ذلك القلم الرجالي والميدالية التي كنا نراها مع الرجال أصبحنا نراها معها..!! باختصار جميع مستلزمات الرجال نجدها بين يدي تلك الفتاة..!

وتبدأ المشكلة الأكبر والأعظم .. ألا وهي نظرتها ل مثيلاتها..!

فأخذت تنظر إليهنّ كأنهنّ من جنس ثانٍ..!

كيف لا وهي في نظرها رجلٌ يعيش بين فتيات..!

أصبح يُغريها شعر تلك الفتاة وتسحرُها نظرة تلك الأخرى ..

وبدأت تتغزّل في خصر فلانة وطول هذه ونعومة تلك ..

وفجأة رأيناها ترتدي خاتماً في يدها اليمنى..!

يُلازمها دوماً وتهتم ل وجوده أكثر من اهتمامها بأي شيء آخر..!

وحين استكشفنا عن ذلك عرفنا أنها خطبت مؤخراً إحدى فتيات مدرستها - جامعتها..!

فوجدنا جواباً لسؤالٍ آخر كنا في صدد طرحه .. ألا وهو غيرتها الشديدة على تلك الفتاة من دون الفتيات الأخريات ..

فاكتشفنا من سؤالنا الأول أنها خطيبتها أي زوجة المستقبل ..! لذلك حُقّت لها الغيرة..!

أختنا في الله أو لعلِّي أقول أخونا في الله..! من المستحيل أن تمر في مكان ما .. دون أن تُحدث ضجّة .. أو تصرخ بصرخاتٍ لا معنى لها .. سوى لفت الانتباه وإظهار أكبر قدر من الرجولة ..

للأسف فهي لم تعرف للأنوثة معنى ولم تجرِّب الحنان والعطف أبداً ..

فهي ترفض واقعها وتحاول أن تعيش واقعاً آخر رسمَتْه لنفسها واختارت أن تسكُن فيه .. حتى وإن رفض المجتمع واقعها واختيارها الفاشل ..

الأهم لديها أن تعيش هي تلك (العيشة) التي اختارتها لنفسها .. رضي من رضي وسخِط من سخط..!

حين أرى أمثال تلك الفتاة أتساءل وحقّ لي في اعتقادي..!

هل هذا ما ننتظره فعلاً من حفيدات خديجة وعائشة..؟!

هل هنّ نصف المجتمع أو كما يقولون المجتمع بأسره..؟!

هل هذه هي الأنوثة المنتظرة..؟!

هل هذه هي أم المستقبل..؟! مُربية الأجيال..؟!

الطفل حين يُولد يحتاج إلى أم وأب..! لا إلى أبوين اثنين..!

عجباً لما وصل إليه حال البعض من فتيات الإسلام .. أصبح الوضع مُخيفاً .. والأمر مخزٍ مع الأسف ..

الله المستعان .. كنا ننتظر الكثير من تلك الفتيات .. لكن للأسف خذلننا

لا أدري ماذا بوسعنا أن نقدِّم لأمثالهنّ..؟!

هل سيُجدي النُّصح والإرشاد مع فتياتٍ اخترن واقعهنّ ب أنفسهنّ و(رضين) العيش فيه دون أي خوفٍ من الله أو حتى من نظرة الناس لهنّ..؟!

في اعتقادي أن تبديل حالهنّ يبدأ من تذكيرهنّ بالله وبأنهنّ على ملّة الإسلام ..

ومن ثم يأتي دور الأهل في توعيتهنّ ونصحهنّ بدون قسوةٍ أو إجبار ..

وتذكيرهنّ بعقوبة ما هنّ عليه وما يدعين إليه ..

فصمت الأهل عن واقعهنّ يعني التأييد والإعجاب بحالهنّ المتردي..!

لذلك لا بدّ من وقفةٍ صارمة بشيءٍ من التلطُّف في النُّصح حتى تظهر النتيجة المرجوّة ويتبدّل بهن الحال .. أو لعلِّي أقول حتى يرجعن فتيات..!

لا أظن أنّ ذلك الجهد سيذهب هباءً منثوراً .. فرغم خطئهنّ إلاّ أنّ البذرة الإسلامية الصالحة ستأتي أُكُلها ولو بعد حين ..

لذلك لنتفاءل وإن كانت البوادر عكس ذلك .. فمع الصبر والعزيمة سيعود كلُّ أمرٍ إلى طبيعته ..

بصدق لا أدري هل سيجدي ذلك معهنّ..؟! لكني أتأمّل أن يبدل الله حالهنّ وأن يرزقهنّ بصحوة الضمير ..

ليخلعنّ ثياب الرجال ويرتدين ثيابهنّ الأنثوية الطبيعية ..

كلِّي أمل ورجاء في تحقُّق ذلك .. فيكفينا خذلان من أهل أمة الإسلام ..

فلا تكوني يا نصف المجتمع - كلّ المجتمع عوناً لأعداء الإسلام ..

فأُمّتنا الإسلامية تنتظر منكِ الكثير .. فلا تخذليها أرجوك أخيّتي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد