Al Jazirah NewsPaper Monday  06/10/2008 G Issue 13157
الأثنين 07 شوال 1429   العدد  13157
لماذا الخوف من تسريب الصور؟!
فايز بن ظاهر الشراري

مشكلة ابتزاز الفتيات والسيدات بنشر صورهن عبر البلوتوث والإنترنت من قبل ضعاف النفوس هي ظاهرة بدأت تنتشر في مجتمعنا بشكل ملحوظ.

هناك فتيات وسيدات على استعداد لإعطاء من يساومهن على نشر صورهن ما يطلبه من المال وهناك حالات كثيرة حدثت في مجتمعنا لفتيات وسيدات دفعن عشرات الآلاف من الريالات لكي لا يتم تسرب صورهن، بل إن منهن من خضعن لرغبات من يبتزهن فوصل الأمر ببعض الفتيات إلى الخروج مع ذلك الشاب الذي يهددها بنشر صورها والإذعان لكل رغباته الشيطانية فقط لكي لا يقوم بنشر صورها!

رجال الأمن وهيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر (مشكورين) يقومون بجهود طيبة من أجل القبض على أولئك الذين وجدوا من صور النساء سبيلا للحصول على المال والمتعة غير الشرعية.

ولكنني أتساءل هنا: لماذا تخاف المرأة أو الفتاة من تسريب صورها؟!

في وقت نعلم فيه أن سبل الحصول على صور البشر أصبحت أمرا سهلا، فهناك من يستطيعون اختراق أجهزة الكمبيوتر والحصول على كل ما تحويه بما في ذلك الصور الشخصية.

الصحف والمجلات تنشر الكثير والكثير من صور الناس رجالا ونساء. ومن يدخل إلى عالم الإنترنت سيجد أنه يحوي عددا كبيرا من الصور وكذلك مقاطع البلوتوث والفيديو لرجال ونساء وهم في أوضاع تتنوع بتنوع المكان والزمان.

وهنا نقطة مهمة أود أن أشير إليها وهي تتعلق باستوديوهات التصوير والتي تعتبر هي الأخرى مصدرا من مصادر ترويج الصور حيث إنه يسهل على البعض الولوج إلى داخل غرفة التحميض ومشاهدة عمال المحل وهو يقومون بعملية تحميض الصور بل إن منهم من يمكنه عامل المحل من رؤية الصور التي تم تحميضها! بل إن هناك البعض من عمال محلات التصوير من امتهن بيع الصور على الزبائن كل حسب طلبه!

كذلك رسائل الوسائط التي يقوم من خلالها الناس بتبادل الصور فيما بينهم لو نظرنا في واقعها سنجد أنها أساسا تمر بمركز الرسائل في الشركة التي تقدم هذه الخدمة قبل وصولها إلى جهاز المرسل إليه. وهنا يتجلى لنا أن الصور لم تعد تتمتع بصفة الخصوصية فانتشار الصور وتسربها أصبح أمرا طبيعيا.

وهنا يأتي البعض ممن احترفوا تركيب الصور بحيث يقومون بعمل تعديلات على الصورة فيضعون رأس الضحية على جسد يتم اختياره وتنسيقه ليتناسب مع جنس وشكل الضحية وهذا ما عانى منه الكثيرون من مشاهير الفن والرياضة والسياسية والمثقفون.

ما أردت أن أصل إليه هنا هو أنه يتوجب على الفتيات والسيدات عدم الرضوخ لمن يبتزهن بنشر صورهن وعدم الاستجابة لرغباتهم الدنيئة لأن مصادر الحصول على الصور أصبحت متنوعة ومتاحة للكثيرين.في نظري أن هناك شريحة عريضة في مجتمعنا لا تزال تتعامل مع الصور بمفهوم تقليدي بسيط وهذا ما أسفر عن وجود نوع من الفتيات وقعن في شباك ذلك المفهوم التقليدي فأصبح ثمن ذلك جيوبهن وأجسادهن.



fauz11@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد