تمثل الفترة الزمنية التي امتدت من عام 1413 إلى عام 1429هـ مدة زمنية كافية لتقويم التجربة التي مرت بها أمانة منطقة الرياض فيما يتعلق بتنظيم احتفالات العيد.
من هذا المنطلق فقد اكتسبت الأمانة خبرة طويلة عمرها سبعة عشر موسماً قدمت خلالها العديد من الفعاليات والنشاطات والبرامج، ولابد أنها استطاعت أن تخطو خطواتها الفاعلة من واقع تقويمها لكل موسم ومقارنته بالذي يسبقه ومراجعة دقيقة لما تضمنه من فعاليات.
ولا شك بأن المراجعة المستمرة والتقويم الدائم للعمل أدى إلى تحقيق نجاحاتها المتواصلة، وهذا أحد الأسرار التي كانت وراء نجاح أمانة منطقة الرياض، مما مكنها من أن تصبح بيتاً من بيوت الخبرة في تنظيم احتفالات العيد.
ولعل من أبرز أسرار نجاح أمانة منطقة الرياض في احتفالات عيد الفطر المبارك لعام 1429هـ أن لديها مجموعة من القيم والمعايير والمبادئ التي اعتمدتها في التخطيط لهذه المناشط والفعاليات، ومن ذلك:
الجودة: إذ لم تعد أمانة منطقة الرياض ترضى بالكم، ولكنها جعلت معيار الجودة والنوعية فيصلاً لقبول البرامج والموافقة عليها، ولذلك تعرض كل منشط لمعايير خاصة تتناسب مع طبيعة النشاط، وقد تقترح بعض التعديلات التطويرية للارتقاء بمستوى النشاط لمعايير الجودة التي حددتها.
ثقافة الفريق الواحد: العاملون في أمانة منطقة الرياض فريق واحد، سخروا أنفسهم وأوقاتهم لتحقيق النجاح لبرامج الاحتفال، ويتقدم هذا الفريق سمو الأمين الشاب الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف الذي استطاع أن ينتظم كل العاملين في الأمانة لهذا الفريق ويستثمر طاقاتهم وقدراتهم ويستفيد من خبراتهم وتخصصاتهم، وكان سمو الأمين منغمساً ضمن الفريق وجزءاً منه، مما أكسب الجميع روحاً معنوية عالية أنستهم التعب الذي قد يواجهونه.
التخصص: اعتمدت أمانة منطقة الرياض مبدأ التخصص العلمي والمهني، وأسندت لكل شخص المهمة التي تناسب تخصصه، ولذلك أبدع كل شخص في مجاله، وانعكس ذلك على مستوى أدائه، سواء في مجال تنظيم الفعاليات وإدارتها، أو في مجال الدعم الفني واللوجستي، ولو كان ذلك من خلال استقطاب الكفاءات خارج الأمانة.
المتابعة المباشرة: عندما بدأت إجازة العيد في 22 رمضان لم يتمتع سمو الأمين بإجازته كغيره من الموظفين، ولكنه كان متابعاً في الميدان ومشرفاً إشرافاً مباشراً على كل الفعاليات، فكان بحق قدوة للقيادات الذين يعملون معه والمشرفين على المواقع وأعضاء اللجنة التنفيذية، وهذه المتابعة المباشرة جعلت الحل قريباً من كل مشكلة قد تظهر، وفي مواجهة أي عائق قد يعترض تنفيذ الاحتفالات، وبالتالي كانت النتيجة انتهاء موسم الاحتفالات بكل انسيابية ودون تسجيل أي عائق، وهو ما يسمى النجاح.
تلمس احتياجات الجمهور: من أهم المعايير التي اعتمدتها أمانة منطقة الرياض في تنظيم فعاليات العيد هو تلمس احتياجات الناس، والعمل على تحقيقها في إطار قيم المجتمع ومبادئه، ولذلك ارتبطت الخصوصية بالعديد من الفعاليات وأصبحت صفة ملازمة لها.
وأخيراً فإن عملية التقويم لفعاليات هذا الموسم تستلزم رصد أي وجه من أوجه القصور التي ربما وقعت والعمل على تجنبها في الموسم القادم، وأن تجعل الأمانة حجم الحضور الجماهيري أحد معاييرها للحكم على بعض الفعاليات؛ فالفعاليات التي تحظى بحضور جماهيري كثيف مثلاً يفترض أن يتم تنفيذها في أكثر من موقع، وعلى العكس من ذلك فإن الفعالية ذات الحضور الجماهيري الأقل بشكل ملحوظ يمكن الاستغناء عنها في المواسم القادمة. مرة أخرى شكراً سمو الأمين وشكراً لفريق الأمانة.