كتب محرر الوراق قبل وفاته بأيام قليلة وهو على فراش مرض وفاته في المستشفى العسكري بالرياض كتب الشيخ عبدالله بن مشاري هذا المقال وأرسل به إلى الوراق طالباً نشره، وذيل برسالة لطيفة تدل على أدبه الجم - رحمه الله - وخلقه الرفيع، حيث قال:

الأستاذ الفاضل يوسف آل عتيق حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إن حسنت فللوراق

وإن صلحت فلغيرها

وإن طلحت فللسلة

وهذا نص المقال كما بعث به رحمه الله:

امرأة جلدة صبورة ذكية منحها الله عقلاً نافذاً وصحة جيدة ومحبة لعمل الخير الخفي في جوف الليل، تعمل بدون كلل أو ملل حتى توفاها الله تعالى.

كانت زوجة لرجل منحه الله مقاماً ومالاً عند حكام الكويت، وكان السلاح الأبيض لا يباع إلا عن طريقه وهو من أهل الداخلة في سدير، رحل إلى الكويت لطلب الرزق فآتاه الله ما تمنى، إنه عبدالله الشلفان، رحمه الله تعالى، وهي فاطمة بنت عبدالكريم بن حمد بن علي (آل ابن علي)، وأمها هي فاطمة بنت الحسيني، ولها عقب صالح ولا أزكي على الله أحداً, وكان لهذه الرائدة دكان في الداخلة فيه أقمشة وأرزاق، أنجبت من ابن شلفان رجالاً فضلاء كراماً ذوي مقام في بلدتهم وعشيرتهم وقومهم إنهم آل شلفان وكفى. وهي كبرى أخواتها، يرحمها الله ويرحمهن وجميع موتى المسلمين، وكان معها من يخدمها في جوف الليل لا يعلم بها وبهن أحد إلا الله تعالى ثم أنفسهن يؤدين ما لديهن ولا يتكلمن ببنت شفة. وكان لهذه الصدقات أثر عظيم في مثل تلك المجتمعات في تلك الأوقات.

إن الحديث عن هذه الرائدة يطول، ولعلي أعود إليه مرة أخرى بإذن الله تعالى.