لو قيل لكم إن هذا الرجل يسهل الكلام عليه شعراً أكثر منه نثراً فلا تستغربوا (!) ولو قيل لكم إن هذا الرجل يستطيع أن يرتجل خطبة مطولة بالسجع والعبارات الراقية غير المتكلفة فلا تستغربوا.
هذا هو الأديب والشيخ عبد الله بن مشاري بن سليمان بن علي، المولود في العام (1360 هـ والمتوفى في آخر رمضان من هذا العام 1429 هـ) وشهرة جده سليمان بن علي سارت مسير الشمس في رائعة النهار.
وبإمكان أي قارىء الرجوع إلى كتاب شعر وادي الفقي لأستاذنا القدير أحمد الدامغ ليعرف شيئاً من سيرته ومسيرته.. وأما صاحبنا الشيخ عبد الله بن مشاري فهو أديب وشاعر وخطيب وإمام للمصلين توارثت أسرته الإمامة في مسجد الداخلة بسدير من عقود إن لم يكن قروناً.
أبو خالد -رحمه الله- يشتكي بالشعر ويتحدث شعراً وسجعاً كما يتحدث الآخرون نثراً تأخرت عليه صحيفة الجزيرة وهو أحد المشتركين فيها، فأرسل قصيدة لأستاذنا خالد المالك مطلعها:
يا خالد بن مالك بالحزم أنت مشتهر، ونُشرت عبر صفحة عزيزتي الجزيرة.. ولما جاء الحدث المؤلم الذي اهتزت له القلوب والأفئدة بسدير حين توفي ثلاثة من أبناء الشيخ عبد الرحمن السويح في حادث مروري وهم من خيرة شباب سدير وفي سن الزهور كتب فيهم مرثية سارت عبر الأوراق والجوال ومواقع النت بشكل غير مسبوق.
أبو خالد قارئ نهم وباحث تراثي كبير، ومن أسرة أدبية مرموقة على مستوى الوطن قدمت أنموذجاً مشرفاً للأدب الراقي.
يعرف المواقع والمعالم في سدير القديمة والحديثة كما يعرف أحدنا غرف منزله وحين يكون الحديث عن مسقط رأسه الداخلة بسدير فهو ياقوت الحموي يعرفها شبراً شبراً بيتاً بيتاً ويحدد من سكن كل بيت بطريقة ملفتة للانتباه، وهو مهتم يحفظ حدود ومعالم هذه القرية الجميلة لكي لا تندرس وتُنسى مع مرور الأيام.
وحين يكون الحديث عن الأدب والشعر والرواية فأنت أمام راوية العرب الكبير الأصمعي يتحدث وكأنما يغرف من بحر وبأسلوب شيق وابتسامة لا تفارق محياه.
حظيت هذه الصفحة بمتابعة دائمة منه واهتمام واستفسار وقبل وفاته بأقل من شهر أرسل مقالاً للنشر فيها ها هو يعانق القراء -بإذن الله- مع رثائه، مما يجعله محل موافقة البيت القديم الذي يقول:
قد كنت تكتب في التاريخ مجتهدا
حتى رأيناك في التاريخ مكتويا
رحم الله عبد الله بن مشاري، وجعل في عقبه الخير والصلاح والسير على خطاه.
للتواصل:
فاكس - 2092858
Tyty88@gawab.com