عبدالله بن فيصل بن فرحان آل سعود، وفرحان نسبة إلى جده الأكبر فرحان بن سعود، شقيق الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، مؤسس الدولة السعودية الأولى، وقد ولد الأمير عبدالله الفيصل في الرياض، عام 1327هـ، تقريبا من غير تحديد دقيق مع اختلاف بين المؤرخين في ذلك، وقد نشأ رحمه الله في بيت عظيم القدر، فتربى أحسن تربية، فحفظ شيء من القرآن وبعض العلوم الشرعية والقراءة والكتابة وغيرها من العلوم النافعة، وقد ألتحق بركب البطولات مع الملك المؤسس رحمه الله، شأنه شأن الرجال الأبطال مثل الأمير ناصر بن فرحان آل سعود رحمه الله، وسعود بن ناصر بن فرحان آل سعود رحمه الله، اللذين كانا من أوائل من ألتحق بركب الملك عبدالعزيز في فتح الرياض، وتأسيس الكيان الكبير(المملكة العربية السعودية)حفظها الله من كل سوء، وقد شارك الأمير عبدالله الملك عبد العزيز ببعض الغزوات.

ولازمه وأخذ كثيرا من صفات الملك عبدالعزيز وأخلاقه الكريمة، وقد كلفه الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبناؤه من بعده بعدد من المهمات الكبار لما عرفوا عنه من الشجاعة والقوة والهمة العالية وحسن التصرف والأخلاق الكريمة، فشارك في حرب الرغامة وحرب اليمن وأحداث الريث عام 1376هـ، وغيرها من الغزوات والحروب، التى أثبت فيها رحمه الله بطولة نادرة وفروسية باسلة فكان فارسا مغوارا لا يشق له غبار، ثم لما استقر الأمر للملك عبدالعزيز وأبنائه البررة، كلف بمهام أخرى منها تولى رئاسة جهاز المجاهدين، في أوائل عهد الملك سعود رحمه الله، فقام بتنظيمه وتحديثه وتطويره ومقراته وفروعه في بعض مناطق المملكة، بحيث شمل التطوير جميع النواحي، سواء في السلاح أو اختيار العناصر القوية أو التجهيزات الأخرى أو التدريب والتعليم وغير ذلك، فكان نواة للقوة العسكرية القوية للدولة السعودية، ثم عين أميرا على منطقة القصيم عام (1354هـ) واستمر حتى عام (1366هـ) تقريباً لمدة ثلاثة عشر عاما تقريبا، وكان خلال ذلك من الساعين لتطوير منطقة القصيم والاهتمام بحاجاتها، وقد حدثت نقلة نوعية كما وكيفا في منطقة القصيم، فأنشأت فيها عدد من المشروعات العملاقة في مختلف المجالات سواء في الطرق أو الصحة أو التعليم أو البلديات أو الخدمات العامة أو غيرها الكثير، وقد أحبه أهل منطقة القصيم وأحبهم لما عرفوا عن سموه الكريم من النزاهة والطاعة والسعي لنفع المواطنين، وكان بابه مفتوح لجميع المواطنين يأتونه ليلاً ونهاراً، وكان لايرضى بالظلم لأحد، وكان يسعى بحاجات القرى والهجر عند ولاة الأمر، وكان يزور المواطنين في بيوتهم ويتقرب لهم فكان الأمير المتواضع المحبوب للعامة والخاصة، وكان يعطى الفقراء من ماله الخاصة، ويسعى للشفاعة في عتق الرقاب، وكان حريصا على نشر التعليم والمدارس في جميع أنحاء القصيم، ثم بعد طلبه ترك إمارة القصيم، وعاد إلى الرياض، وتفرغ لأعماله الخاصة، ولأعمال الخير والعبادة والطاعة لله عز وجل، وكان رحمه الله مثال الرجل الزاهد في الدنيا، وكان كثير الصوم، والصدقة على الفقراء وكان يبحث عن المحتاجين فيوصي بإعطائهم ما يلزمهم، وكان رحيما بالعاملين معه عاطفا عليهم، وقد أوقف عدد من الكتب الشرعية لوجه الله كما ذكر الدكتور عبدالعزيز الزير في بحثه المختصر عن وقف آل سعود للكتب الشرعية، وقال عنه الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أمير منطقة الرياض: (لقد كان متزناً في أقواله وأفعاله ذا خلق رفيع مخلصاً فيما يوكل إليه) أهـ، وقال عنه الأمير طلال بن عبدالعزيز حفظه الله: (رحمة الله عليه فقد كان من عقلاء الرجال الذين يوثق بهم ) أهـ، وقد توفي رحمه الله عن عمر يناهز المائة عام في يوم الأثنين 29- 10-1427هـ، وصلى عليه في يوم الثلاثاء عصرا بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، وقد صلى عليه عدد كبير من الأمراء والمسؤولين والعلماء والمواطنين والمقيمين المحبين لسموه الكريم، وقد رزق سموه بذرية صالحة طيبة منهم:1- الأمير فيصل، 2- الأمير فهد، 3- الأمير عبدالعزيز، 4- الأمير عبدالرحمن محافظ المجمعة الحالي، وقد حذى حذو والده الكريم في الإمارة من حسن التعامل وكريم السجايا والقدرة الإدارية الفذة، 5- الأمير فواز، 6-الأمير سعود، ، 7- الأمير سعد، حفظهم الله جميعاً.

المراجع:

1- مقال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود عن الأمير عبدالله الفيصل

2- (الشهداء من آل سعود) لعبدالرحمن الرويشد.

3- مشافهات من عدد من الشخصيات وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود، حفظه الله، ورجال من منطقة القصيم كبار في السن وغيرهم.