- أظن - إلى حد كبير- أنكم تتفقون معي بأن صدارة منتخبنا (لحد الآن) لمجموعته في التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم (2010) لا تعني أفضليتنا بالرغم من أننا نملك أفضل منتخبات المجموعة! وبأن وصولنا للمونديال أربع مرات ليست عربوناً كافياً لوصولنا لخامس مرّة بالرغم من طموحنا الذي يعانق السحاب.
- في حين اتفقتم معي فلا بد وأن يكون لدينا مساحة من الشجاعة لنعترف بأخطاء المرحلة الماضية فنياً وإعلامياً وعناصرياً دونما مكابرة أو مغالطة.
- وعندما نتحدث عن تلك الأخطاء فليس معناه التشكيك أو المزايدة بل لأننا نسعى لأن نكون أفضل مما كنا خاصة ونحن نملك مقومات ذلك.
- من هذه المنطلقات امنحوا محدثكم الفرصة ليقول:
- بقدر اعتزازنا بالفكر التدريبي الوطني والمتمثل في المدرب ناصر الجوهر أحد مكاسبنا الوطنية الذي طالما رسم البسمة على الشفاه وأفرح الوطن مساءات عدة بعدما أثبت قدرته واقتداريته في استحقاقات فارطة إلا أن هذا لا يعني مجاملته وغض الطرف عن أخطائه وهفواته.
- أمام إيران انشغلنا في الشوط الثاني ب(كيف) نسجل المزيد ولم نفكر ب(كيف) نحافظ على نتيجة الشوط الأول كأبجدية تكتيكية تحتاجها ونحتاجها في تلك المباراة ولم نتعامل مع الاندفاع الإيراني كما يجب بسبب فشل جهازنا الفني في القراءة الاستباقية للسيناريو المحتمل للمنافس في الشوط الثاني (وبالمناسبة) فأنا أخالف تلك الآراء التي أشارت إلى أن العامل اللياقي كان سبباً مباشراً في خسارتنا لنقاط إيران وإلا كيف لمنتخب يشكو نقصاً لياقياً أن (يقلب) نتيجة الشوط الأول ويفوز في مباراة تالية لا يفصلها عن الأولى سوى (72) ساعة! المهم..
- في المباراة الأولى فقدنا التركيز شوطاً كاملاً.
- وفي الثانية مارس نجومنا دور (المتفرج) في أغلبها وأنقذتنا الحلول الفردية أخيراً.
- واكتفينا بتقديم شوط (واحد) في كلتا المباراتين!!
- واللافت للنظر في تلك المباراتين أن بطء التحضير كثيراً ما أعطى المنافس فرصة (تقفيل) مناطقه الخلفية وممارسته لأدوار المراقبة وتنفيذ أساليب التغطية فيما ساهم تباعد الخطوط في عزلها من قبل الخصم وتأكد بما لا يدع مجالا (للاجتهاد) بأن التعامل مع الكرات العرضية سواء من كرات ثابتة أو ملعوبة أو حتى رميات جانبية ما زال إشكالية مزمنة!!
- وربما لاحظتم مثلي أن إعلامنا الرياضي بقنواته المختلفة ما زال في معظمه - مع الأسف- يعزف على (نوتة) اللون الأحادي في خروج صريح على النص (الوطني) بدلالة أسطوانة (هاتو فلان وأبعدوا علاّن) ناهيك عن الإشكالية المفتعلة ذات التوجه الانتقائي لشارة القيادة وإشاعة استبدال (الجوهر) وإشغال نجومنا بالحديث الاستفزازي ل(دائي) من خلال ملاحق التعصب وأقلام الميول. يحدث هذا في وقت يدخل منتخب الوطن معترك منافسة من (الوزن الثقيل) لا تقبل محصلتها أنصاف الحلول يحتاج فيها إلى التحضير الذهني والمعنوي مما يؤكد حقيقة أن إعلامنا الرياضي برغم تأثيره ما زال يفتقد في غالبيته للقلم العقلاني الرصين وللفكر المدرك لقيمة وأهمية الحدث وطنياً.
- وبصريح العبارة كم نتمناه إعلاماً وليس أعلاماً. نريده بمستوى الحدث يحاكي (عولمة) رياضتنا الخضراء لا تسيره الأهواء ولا تتحكم العاطفة في قراءته للأحداث.
- وكون عناصر منتخبنا من أبناء الوطن نجوم نفخر بهم لا يعني عدم انتقادهم أو التجاوز عن أخطائهم.
- فالبرود الطاغي (فيروس) سيقضي على النجم الهداف سعد الحارثي.
- والتسرع في اختيار زاوية التسجيل عيب المهاجم الخطير فيصل السلطان.
- والشهيل لاعب عنفواني بحاجة إلى تقنين اندفاعه.
- أما الشلهوب فعليه مراجعة حساباته.
- ولم أجد ما ينطبق على مشاركة اللاعب حسين عبدالغني سوى ذلك المثل القائل (جيتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تنعان)!
- والمرشدي ضالة دفاعنا وسيكون الحل الأمثل لضعف تعاملنا مع ألعاب الهواء.
- على العموم. كل ما نريده أن يقدم منتخبنا الوجه الحقيقي لكرتنا السعودية. نريده منتخباً لا يستجدي النقاط ولا ينتظر (فتات) الآخرين. منتخباً تكون حلوله الفردية جزءا من منظومته التكتيكية.
- باختصار نريده منتخباً جاهزاً فنياً ولياقياً وعناصرياً وذهنياً (ليش لا).