القاهرة - مكتب «الجزيرة»- عتمان أنور
كغياب الحلم وفقدان كل المشاعر الجميلة الخصبة استقبل الأدباء والمثقفون المصريون رحيل الأديب السعودي عبد الله الجفري مقدمين رثاءهم وخالص تعازيهم إلى كل مثقف وأديب فى العالم العربى مثمنين نتاج ومسيرة فقيد الحركة الثقافية التى استمرت لأربعة عقود.
الأديب سعيد الكفراوي اعتبره أحد قمم الثقافة في منطقة الخليج والعالم العربي ومن أبرز الأسماء التي كرسها تاريخ الأدب الخليجي ويعود له فضل في إجلاء العديد من المدارس النقدية وتداخل الأجناس الأدبية وله مساهماته الكبيرة في تقديم الفنون الأدبية الحديثة لا سيما الرواية إلى المجتمع الخليجي وذلك عبر أسلوب متميّز ومتمرس، فرحيله خسارة كبيرة للأدب الخليجي والعربي وهو يعد من القلة المؤسسين للأدب في السعودية، إذ مهّد وأقرانه الطريق إلى جيل الشباب من الأدباء والمثقفين.
وقال الشاعر الكبير محمد التهامي إن عبد الله الجفري قامة أدبية، حيث يتميّز بأخلاق نبيلة وسلاسة في الكتابة واتسم نتاجه بالفكر المستنير والدعوة إلى التحرّر من الأصفاد التي تكبل الإبداع، وبرحيله تفقد الساحة الثقافية العربية أديباً مميزاً يصعب تعويض الفراغ الذي تركه.
أما الأديب والناقد يوسف الشاروني فيؤكِّد أن الأديب الراحل عبد الله الجفري كان له بصمة واضحة في الساحتين الأدبية والثقافية بمنطقة الخليج العربي، كما كانت له مساهماته المهمة في مجال الصحافة، حيث استمر أربعة عقود في الكتابة وكان خلالها معبراً عن هموم المجتمع فلا أحد ينكر أهمية الأديب.
وقال: (خسارة الأدب الخليجي كبيرة برحيل أحد أهم أعمدته على الإطلاق، فمنذ أن حلّق في سماء الثقافة، كان الجفري مشروعاً ثقافياً يتطور مكرساً نفسه لتقديم التجارب الإنسانية النابعة من الواقع المعيش قدّم الدعم والرعاية لجيل الشباب محاولاً وضعهم على جادة الطريق).
أما الناقد الأدبي عبد المنعم تليمة فأبدى حزنه على فقد الأديب الراحل عبد الله الجفري، وقال يحسب له اجتهاده في كل صنوف الأدب وقدّم روايات مهمة جداً، وفعلاً برحيله يخسر معظم المثقفين الشباب الدعم الذي كان يقدّمه لهم من خلال التعريف بهم وتسليط الضوء على نتاجهم الأدبي بمختلف أشكاله. وقال كان الراحل مسكوناً بالهاجس الاجتماعي فتجربته الأدبية ارتبطت ارتباطاً كبيراً بالهم الاجتماعي والمواطن العربي ومستقبل الأمة العربية، كما قامت تجربته الثقافية على استيعاب الوعي الكبير لقضايا أمته مستشرفاً الوجه الحقيقي للتاريخ العربي الحديث ويعد فقده مؤلماً للساحة الثقافية العربية.
ويقول الأديب حسن فتح الباب إن الراحل كان له منزلة كبيرة لأنه أحد أفراد جيل تربّى في أحضان العلم ورحيله يعد فجيعة لأنه أديب كان مسكوناً بهاجس الوضع الاجتماعي في الخليج بشكل خاص والوضع العربي ومستقبله عموماً، وعزاؤنا الوحيد أن يأتي أدباء شباب من السعودية يعوّضون الغياب.