تختلف هذه السنة عن غيرها من السنوات الماضية، فقد صادف وخلال الثلاثة الأشهر الأخيرة دخول أكثر من موسم مرهق لرب الأسرة، كان أولها مع بداية إجازة الصيف وما تتطلبه من شراء هدايا بمناسبة نجاح الأبناء وتفوقهم في مدارسهم، تلا ذلك طلبات كثير من الأسر من آبائها بالرغبة لدى الأسر في السفر داخل أو خارج المملكة معتقدين بأن الإجازة هي للسفر فقط!!، وبعد العودة من الإجازة دخل موسم الاستعداد والتحضير لشهر رمضان والحاجة إلى توفير جميع المستلزمات المعيشية المكلفة لهذا الشهر، وقبل نهاية رمضان تبدأ الأسر بالاستعداد لشراء مستلزمات العيد والنزول للأسواق، وفي العيد تأتي طلبات الأبناء المستمرة بالرغبة في الترفيه والخروج خارج المنزل، وصادفت هذه السنة أن كانت إجازة العيد طويلة فوجدها البعض فرصة للسفر وزيادة العبء والتكاليف على رب الأسرة (المغلوب على أمره) في مصاريف إضافية جديدة، وبعد إجازة العيد دخلنا في موسم جديد يتطلب ميزانية خاصة لرب الأسرة وهو موسم العام الدراسي الجديد وضرورة توفير كافة المتطلبات والمستلزمات المدرسية للأبناء.
أكثر من موسم تداخل مع بعضه البعض وفي فترة قصيرة هي بكل تأكيد مرهقة لرب الأسرة القادر فما بالك برب أسرة ميسور الحال، كثيرون اشتكوا من أوضاعهم المالية وعدم مقدرتهم على التعايش مع متطلبات الأسرة والأبناء وبعضهم اضطر للاستدانة لإشباع رغبات أبنائه وأسرته، الظروف تكالبت جميعاً مع ما حدث من ارتفاع جنوني لأسعار السلع الاستهلاكية والخدمات.
ما المشكلة، هل هي سوء في تخطيط وبرامج الإجازات لدينا؟ أم خلل في أنماطنا الاستهلاكية والشرائية؟ أم رغبتنا في الاستمرار في حياة البذخ والتبذير وعدم تعلُّمنا من أزمة ارتفاع الأسعار؟.. أسئلة كثيرة ذات صلة بالموضوع تبحث عن إجابات.. وقد يكون كل ما ذكر سابقاً صحيحاً، والحل أن نبدأ بالفعل في ترتيب أولوياتنا والتخطيط المسبق لما نريد عمله خلال الإجازات وبحسب الإمكانات، خصوصاً أن ما حدث من تداخل لمواسم عديدة هذه السنة سيتكرر خلال السنوات العشر القادمة بعد إقرار جداول المدارس والإجازات، كذلك يجب الابتعاد عن الأساليب الارتجالية في إدارة حياتنا والبعد عن الإسراف والتبذير وتعليم أبنائنا الإحساس بقيمة ما يحصل عليه الآباء من دخل وصعوبة الحفاظ عليه في ظل ظروف وأزمات معيشية مستمرة.
Fax2325320@ yahoo.com