تحدث الأستاذ سليمان بن محمد البحيري مدير عام إدارة الأحوال المدنية بمنطقة القصيم عن اليوم الوطني قائلاً: الأيام التي تقف عندها الشعوب إحياءً لذكرى أو احتفاءً بمناسبة يمكن الإشارة إليها على أنها أيام مضيئة في تاريخها، وما نتوقف عنده ونتذكره نحن في المملكة العربية السعودية ليس كما يتذكره غيرنا، فيومنا الوطني ليس يوماً يؤرخ لانقلاب أو لثورة أو لمعركة وإنما يؤرخ لوحدة وطن وقيام دولة.
من المُتفرِّق إلى الواحد ومن المُهْمَلِ إلى المُؤثِّر ومن الخامل إلى الحَيَويِّ، هذه هي حركة التَّغيُّر التي أعان الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على القيام بها في واحدة من أهم المناطق بالنسبة للعالم كله، دينيًا، واقتصادياً، وسياسياً.
قصة التأسيس والبناء والوحدة كلها في النهاية معجزة كبرى أرادها الله أن تتحقق لهذه الأرض المباركة، بعد أن عاشت طويلاً خارج المعادلات والتحركات الدولية، فلقد حمى سبحانه الجزيرة العربية من أي مَدٍّ استعماري رغم اتساع حركة الأطماع وحمى مقدساتها وأراضيها، ومنحها من الخير والحماية أقصاها حين مكَّن للمؤسس - طيب الله ثراه - أن يقيم واحدة من أعظم التجارب التي عرفها القرن العشرون تأسيساً وبناءً وتنمية.
إذن.. فحين نتحدث عن اليوم الوطني ونحتفي به فنحن نحتفي بتحول تاريخي وبناء تأسيسي وبصرح وحَّد أرض الجزيرة العربية، وانتقل بها من ظلمات الشتات والتفرق والتناحر إلى الدولة والنظام والتآخي في اجتماع تتعدد فيه الأطياف والمناطق والأفكار ليمثل هذا التعدد إحدى أبرز الطاقات الكامنة التي يحملها الوطن. في اليوم الوطني.. نعيش ذكرى الوحدة والإنجاز التاريخي، نقرأ التأسيس كل عام في ضوء ما تحقق، ونعيش انطلاق مسيرة البناء والتنمية.
في اليوم الوطني نتلمس وجوهنا وملامحنا السعودية التي تحمل ولاءً وعرفاناً وامتناناً لله.. أولاً أن سهَّل لنا هذا الوطن الكبير، وأن أمدنا فيه بالقيادات والعقول التي استطاعت رغم كل الظروف والصعاب أن تواصل بناء هذه الدولة وبناء الإنسان فيها. فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله - الرجل الذي جابه التطرف والعنف وأقام برامج البعثات ونهض بالاقتصاد والحياة، وأسس للحوار والتآخي والفكر الوطني والشخصية السعودية الوسطية، وناهض الفقر والعوز وجعل من نفسه سنداً للجميع ونموذجاً للأفكار الوطنية المنطلقة من الثوابت والساعية إلى المستقبل المنير يقف إلى جواره ساعده وساعد الوطن بأكمله رجل الخير والدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد وولياً للخير والعطاء والسعي إلى النهوض بكل ما فيه مصلحة للوطن وللمواطنين.
هكذا هي الأرض السعودية الطاهرة بقادتها وبشعبها مثال للتلاحم والتعاون، وهكذا هو يومنا الوطني الذي ستظل ذكراه وسيظل حضوره محفزاً للتأمل وللتوقف أمام تاريخ تحمله الأيام مستنيرة بعزته ونجاحه.