اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو أحد الأيام المضيئة في تاريخ العرب الحديث، فقد تحقق فيه توحيد المملكة في وحدة اندماجية جعلت من التشتت والضعف قوة وحققت بذلك نموذجاً رائعاً لمعنى الوحدة والتضامن. إنها ذكرى تستحق الوقوف عندها، وجميل أن نتذكر في هذه المناسبة الصانع لتلك الوحدة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي أرسى دعائم هذه الوحدة ووضع قواعدها وجمع شمل أبنائها ليبنوا معاً صرح هذا البلد وقد توثقت وحدتها في المسيرة التي قادها أبناؤه البررة من بعده حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله. ولا شك أن حلول ذكرى اليوم الوطني مع كل عام جديد من أعوام عمر المملكة المديد -بإذن الله- مناسبة وطنية يقف فيها أي مواطن سعودي على راية من الشعور بالسعادة والغبطة في حياته الإنسانية الخاصة وفي حياته الاجتماعية العامة وهو يرى مملكته الحبيبة وقد تحولت في مدى سنوات فصار إلى دولة عصرية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ بعد أن حققت النمو والتطور الاقتصادي والنمو والتطور الاجتماعي في ظل حالة من الأمن لا مثيل لها في كل العالم بفضل الله ثم بفضل التطبيق الصحيح والناجح لأحكام الشريعة الإسلامية وبفضل السياسات الرشيدة التي انتهجتها ومازالت تنتهجها قيادتنا الرشيدة بحكمتها المعهودة. وفي ذكرى هذا اليوم المجيد نلاحظ أن مملكتنا الحبيبة لم تعد إقليمية الدور والأثر بل أصبحت قوة دولية حقيقية لها إسهامها البناء في الدفاع عن حقوق الدول والشعوب في الحرية وفي النمو والتطور والازدهار، ولها إسهامها البناء في خدمة قضايا الأمن والسلام الدوليين، ولها إسهامها البناء في تقديم العون بكل أشكاله المصيرية للدول الشقيقة والصديقة التي تحتاج إلى هذا العون وتتطلع إليه من المملكة لمساعدتها على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها، وقيادتنا الرشيدة لم تمسك يداً عن شقيق أو صديق يتطلع إلى العون والمساندة والإغاثة. وما تفعله المملكة وتقدمه للأشقاء والأصدقاء فعلته وقدمته لمواطنيها منذ البداية حتى حققت مستوى من النمو والتطور والرخاء والرفاهية والاستقرار لكل مواطن فأصبح الجميع يعيشون حياة عصرية راقية بكل معنى الكلمة. وإننا في ذكرى هذا اليوم المجيد إذ ننظر إلى الماضي نستلهم العبر والدروس ونتطلع في الوقت نفسه إلى المستقبل ونحن أكثر إيماناً وأكثر قوة وأكثر قدرة على العمل والإنجاز والعطاء، فطموحاتنا الوطنية والإنسانية لا حدود لها في التقدم والازدهار. نسأل الله أن يديم على وطننا العزيز ما ينعم به من أمن ورخاء واستقرار ورغد العيش في ظل رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة إنه على كل شيء قدير وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
نائب أمير منطقة القصيم