إن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والدلائل التي تشير إلى الإنجازات المتزايدة عاماً بعد عام في شتى المجالات، فيأتي الاحتفال بتلك الذكرى الوطنية لاستحضار تلك الجهود الكبيرة التي قام بها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لبناء هذا .......
....الكيان الشامخ، ويأتي الاحتفال لتثمين تلك الإرادة الصلبة والتي قامت بتأسيس هذه الدولة الموحدة وقضت على ما كان فيها من حروب.
في ذكرى اليوم الوطني - الثامن والسبعين - نستذكر ما ننعم به من آمن وأمان واستقرار وتطور، ونحمد الله على ما تحقق لبلادنا من تنمية وتطور في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، ونحتفل بإنجازاته التي تحققت في هذا العام على جميع الأصعدة السياسية، الاقتصادية، الدينية، الاجتماعية والإنسانية.
لقد كان للمؤتمر العالمي للحوار بمدريد - تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله - صدى عالمي، ولقد كانت كلمته - حفظه الله ورعاه - كلمة تقشعر لها الأبدان حيث قال: (جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، حاملاً معي رسالة من الأمة الإسلامية لنعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح.. إلخ)، والتي كان من أبرز قرارات هذا المؤتمر إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتواصل بين الحضارات، وإنشاء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري.
وجاء مؤتمر جدة للطاقة كمبادرة من خادم الحرمين الشريفين في مجال الاقتصاد العالمي للبحث عن حلول للحد من ارتفاع أسعار النفط والذي سعت فيه المملكة باهتمام بالغ إلى استقرار أسعار النفط في السوق العالمية بما يحافظ على مصالح المنتجين والمستهلكين - على حدٍ سواء - واستمرار نمو الاقتصاد العالمي وخصوصاً في الدول النامية ويحقق الرفاهية لشعوب العالم.
أما في مجال الاقتصاد وفيما يخص التضخم فقد طمأن خادم الحرمين الشريفين الجميع لقضية غلاء أسعار بعض المواد الغذائية التي يعانيها العالم بأسره وانعكست بالتبعية على المملكة من خلال تدخل الأموال السيادية لدعمها المواد الغذائية الأولية.
وفي مجال التعليم والذي يعتبر الثروة الوطنية للمستقبل، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على أن عجلة النمو في المملكة العربية السعودية سريعة، مشيراً حفظه الله إلى أن نعم الله على بلد الحرمين الشريفين كثيرة ومن المهم أن يتفاعل المواطنون مع هذا النمو ويكونوا هم صناعه وجنوده ورجاله، فالنمو العمراني والاقتصادي يصبح سراباً ما لم يوازه نمو بشري وإنساني وفكري ودعماً لهذا الفكر الثاقب لرؤية المستقبل فقد أمر خادم الحرمين الشريفين بتخصيص 10.3 مليارات لاستكمال عدد من المشاريع الإستراتيجية بجامعة الملك سعود من بينها المدينة الجامعية للطالبات وتوسعة المدينة الطبية واستكمال كليات البنين، وقد أصدر توجيهاته السامية لتطوير ورقي التعليم العالي والبحث العلمي في البلاد، بالموافقة على اعتماد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يعد أضخم برنامج وطني لتنمية الموارد البشرية، بالاضافة إلى دعمه - حفظه الله - لتمويل انشاء مراكز بحثية في مجال التقنيات متناهية الصغر (النانو) وكذلك تشجيع العلماء والمخترعين بالجوائز والأوسمة.
وجاءت رعايته الكريمة للحرمين الشريفين بتوسعة المسعى الشريف والبدء في توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف والتوسعة الضخمة بالمشاعر المقدسة في منى بإنشاء طوابق عديدة لرمي الجمرات من أكبر التوسعات التي شملتها المنطقة تاريخياً.
* أما اجتماعياً وإنسانياً فكانت الكثير من القرارات السامية من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من أجل راحة ورفاهية المواطنين والتي لست بصدد إحصائها والتي منها:
لمسة إنسانية من ملك الإنسانية بصرف مبلغ مليار ومائة وخمسين مليون ريال لجميع الأسر التي يشملها نظام الضمان الاجتماعي في المملكة العربية السعودية وذلك لمساعدة الأسر المحتاجة على تلبية مستلزماتها الطارئة خلال شهر رمضان المبارك.
* القرار السامي بزيادة مقدار الإعانة المالية المخصصة لجميع فئات المعوقين المسجلين على قوائم وزارة الشؤون الاجتماعية بما نسبته 100%، وذلك لمساعدة المعوقين على تلبية لوازمهم، وتحقيق متطلباتهم، وسد احتياجاتهم المرتبطة بإعاقاتهم.
إن وقوفنا باحترام وتقدير أمام هذا الإنجاز العظيم الذي صنعه الملك عبدالعزيز آل سعود بحكمته وشجاعته وقراره المستقل الجريء، فيه مسؤولية وطنية لكل فرد من أفراد هذا الشعب الكريم المعطاء وذلك بإعلان الوفاء لمسيرة مؤسس هذه المملكة والتمسك بمبادئه ورسالته الخيرة، وأن نجدد العهد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - وهما يواصلان السير على النهج الذي وضعه الوالد المؤسس لتظل بلادنا على الدوام متقدمة، متطورة، رائدة ومزدهرة.