Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/09/2008 G Issue 13144
الثلاثاء 23 رمضان 1429   العدد  13144
وأما بنعمة ربك فحدث
د. راشد بن محمد الحمالي

لاشك أن لكل أمة من الأمم، ولكل شعب من الشعوب، سجلاً حافلاً من المناسبات السعيدة والإنجازات العظيمة، ونحن في المملكة العربية السعودية نتذكر وبفخر إنجازات الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود غفر الله له، حيث في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 فبراير 1902م.

وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبد العزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.

إننا ونحن نستعرض هذه السنوات الحافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة، نتوجه إلى الله العلي القدير بالشكر على تلك النعم والمكرمات التي وهبنا إياها جل وعلا. إنه من الواجب علينا عندما نتذكر يوم التأسيس ويوم الوحدة، أن نتوجه إلى المنعم بالشكر والثناء تقديراً لما حبانا به الله، وما أنعم به علينا، حيث بالشكر تدوم النعم، ولنتذكر جميعنا كيف أبدلنا المنعم بالأمن بعد الخوف، والكثرة بعد القلة، والغنى بعد الفقر.

لقد بات واضحاً لكل ذي لب أنه منذ أن وحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه المملكة وبلادنا تنعم بكل سبل الخير والرخاء وأهمها نعمة الأمن التي عمت المملكة من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها بعدما كانت الظروف السائدة قبل ذلك الوقت تزخر بالفوضى والتناحر والتشرذم وقد وفق الله المؤسس لجعلها دولة تحكم بشرع الله في كل أمورها ودولة يعيش جميع أبنائها سواسية في الحقوق والواجبات الأمر الذي رفع من مكانتها في جميع الميادين والمستويات.

إن أكبر نعمة أنعم بها الخالق علينا هي نعمة الإسلام، التي جعلها المؤسس رحمه الله دستوراً لبلاده ومنهجاً لحكمه. ولأن الملك عبد العزيز وضع اللبنة الأولى لازدهار المملكة فإن أبناءه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمهم الله قد واصلوا مسيرة البناء وشهد كل عهد إنجازات عملاقة شملت كافة المناطق فحدثت نقلة جبارة لمشروعات التعليم والطرق والصحة والكهرباء والاتصالات ومختلف المجالات الأخرى.

وفي هذا العهد الزاهر يأتي اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام في عهد جديد لبلادنا بعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله مقاليد الحكم حيث تمكن يحفظه الله وبكل حنكة وحكمة قيادة مسيرة الخير والعطاء بكل اقتدار فمنح حفظه الله بلا حدود وأعطى بلا منة لخدمة الوطن وتحقيق حاجات المواطن. بل إن هذه المملكة أصبحت درعاً ومأوى لجميع أبناء الأمة الإسلامية، بما تقدمه من خدمة للحرمين الشريفين في الداخل، وما توفره لجميع المسلمين على امتداد رقعة الأمة الإسلامية.

إنني بهذه المناسبة الغالية أتوجه إلى الله العلي القدير بالشكر والثناء على هذه النعم، وأسأله أن يوفق هذا البلد المعطاء إلى مزيد من الرخاء والأمن في ظل قيادتنا الحكيمة، وبالشكر تدوم النعم.

* جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد