إن ذكرى هذا اليوم الذي يصادف الأول من الميزان لم يكن في التاريخ الحديث الذي نعيشه كسائر الأيام، بل شهد التاريخ لهذا اليوم أنه بناء دولة عظمى حديثة، كما شهد هذا اليوم توحيد وصناعة أمة قادت ملحمة البناء والتنمية بعد سنوات مرت عليها من الجهل والتخلف والظلام. إن هذا اليوم، وهو توحيد هذا الكيان على يد قائد المسيرة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله- تمثل حياته لهذه الدولة مرحلة جديدة نحو الاستقرار والنماء والتقدم والقضاء على ظواهر الفوضى والجهل والنهب والتخلف والمرض التي سادت قبل توحيد المملكة، حتى أعلن الملك الموحد - رحمه الله- قيام المملكة العربية السعودية دولة موحدة بعد أن وحد جميع أجزائها المتفرقة، ولمّ شمل جميع القبائل تحت راية التوحيد والإسلام. لقد استطاع الملك عبد العزيز - رحمه الله - بعد جهاد وكفاح أن يضع بناء هذه الدولة على أساس متين من الدين وعلى أسس عصرية حديثة واستطاع إرساء دعائم الأمن والعدل والاستقرار في كافة مناطقها المترامية الأطراف؛ حيث وضع اللبنة الأساسية لتنمية الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، ثم جاء دور بناء المؤسسات والدوائر الحكومية على أسس إسلامية راسخة ديمقراطية حديثة؛ حيث تم إنشاء المجالس البلدية ومجالس الشورى، حتى تكونت هذه الدولة العصرية التي تهتم ببناء الفرد السعودي وتنمية كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والأمنية التي تكفل حياة كريمة للشعب السعودي، قادراً على المنافسة العالمية بين شعوب العالم، كما أقام - رحمه الله- دولة تتعايش بسلام مع الشعوب الأخرى وتدعم القضايا العربية والإسلامية. ومن خلال ذلك شهد العالم ميلاد دولة حديثة ترتكز على الشريعة الإسلامية منهجاً وعملاً وتدعو للسلام وتنبذ الظلم والعدوان، وتدعو للتوحيد والبناء وترفض ما يخالف ذلك مثل التفكك والهدم، بل تشجع العلم وبناء الإنسان ضد الجهل والظلم والعدوان، إنها بلادنا الغالية التي استفادت من هذه الأسس القوية الواضحة حيث استفادت من ثرواتها الطبيعية ومواردها البشرية في بناء الاقتصاد القوي حتى شهدت نمواً سريعاً في كافة القطاعات. لقد تواصلت هذه المسيرة مع أبنائه من بعده، بداية بالملك سعود -رحمه الله- ثم فيصل، وخالد، وفهد رحمهم الله جميعاً على مسيرة والدهم المؤسس، حتى أننا - ولله الحمد- نعيش هذه الأيام في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وتتواصل معهما - حفظهما الله - مسيرة البناء والعطاء والتنمية، وكل هذا ما نلمسه من خلال جهودهما في رقي هذه الدولة والإصلاح في كل نواحي الحياة وبالله التوفيق.
مدير مستوصف الشرق الأهلي بالرس*