من دويلات مبعثرة هنا وهناك إلى دولة واحدة موحدة، ومن تجمعات همها الاقتتال والتنافس إلى كيان موحد هدفه الارتقاء والإنماء.
إنها المعجزة التي صنعها الملك المؤسس المغفور له عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حين وحد الأجزاء المتناثرة وجمع كل الفرقاء وأعلن قيام المملكة العربية السعودية دولة واحدة موحدة نالت التقدير والاحترام.
اعترف الجميع بالدولة الفتية وأشاد القاصي والداني بحكمة مؤسسها وحنكته التي رفعت اسم البلاد عالياً وصار لها مكانتها بين الأمم والدول.
وتكبر أهمية هذه الخطوة وريادتها نظراً للظروف التي تمت فيها حيث كانت المنطقة تخضع لتجاذبات سياسية بين القوى الكبرى وحروب عالمية أنهكت العالم، إلى جانب الظروف التي تعيشها كثير من الدول العربية آنذاك فجاءت التجربة الوحدوية التي رسم ملامحها وأرسى أسسها وسهر على تنفيذها القائد المؤسس الملك عبدالعزيز لتحيى الآمال في النفوس ولتزيح اليأس من القلوب ولتؤكد قدرة العرب والمسلمين على المبادرة واتخاذ القرار وحماية مصالحهم.
إنها الخطوة الصحيحة التي أسهمت في بناء دولة مترامية الأطراف، والأهم الحفاظ عليها موحدة قوية وذلك بفضل من الله ثم بجهود مؤسسها وسياسته الحكيمة ومن بعده أبناؤه الذين واصلوا السير على نفس الدرب والتزموا بذات المنهج فكانت المملكة العربية السعودية التي نعرفها اليوم كما الأمس رائدة في التنمية والاقتصاد وطليعة في مواقفها السياسية ومبادراتها الإنسانية والسباقة دوماً للحفاظ على الحقوق العربية والحفاظ على المقدسات الإسلامية.
في اليوم الوطني يحق لنا أن نفخر ونحتفل، فما تحقق كان كبيراً بكل المقاييس والمعايير، والأمم تعتز بإنجازاتها وتستذكر مناسباتها الوطنية بكثير من التقدير والاحترام واليوم الوطني بالنسبة إلينا مناسبة مهمة وتستحق منا أن نتوقف أمامها ونسترجع معانيها ودلالاتها لتظل في القلوب والنفوس، حدثاً وطنياً يمس كل مواطن في هذا الكيان الذي تأس بفضل من الله ثم بجهود وإرادة وشجاعة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
(*)مدير عام شركة الخليوي