Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/09/2008 G Issue 13144
الثلاثاء 23 رمضان 1429   العدد  13144
اليوم الوطني: معاني ودلالات
د. محمد بن علي العقلا

ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية (المملكة العربية السعودية) التي تصافحنا ونحتفل بها هذه الأيام؛ ليست ظرفاً زمانياً وفرحة عابرة، وليست ذكرى تجتر تاريخاً ثم تمضي شاردة؛ بل اليوم الوطني أعمق من ذلك وأشمل؛ فاليوم الوطني يحمل معاني ودلالات كبيرة، ويسجل حضارة وإنجازات؛ فقد سجل في صفحات المجد بحروف من ذهب قصة كفاح البطل المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي استطاع بعطائه وجلده، وصحيح دينه وعقيدته، وسلامة نيته أن يعيد صياغة واقع جزيرة العرب من دويلات وجماعات صغيرة متقاتلة، يسكنها الخوف والسلب والنهب، ويفر منها الأمان والأمان؛ دويلات وجماعات متنافرة متناحرة لا يجمعها ولاء ولا يوحدها انتماء، وتتقاتل على العشب والماء؛ إلى دولة عملاقة توحدت فيها القلوب والعقول تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) دولة يقطنها الأمن، وتنعم بالحضارة والرخاء، دولة تحمل راية الإسلام وتدافع عنه.

اليوم الوطني كان تتويجاً لملحمة قائدها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي استطاع بصدقه وحكمته أن يؤسس دولة محورها الدين، وبعدله وحبه أوجد نموذجاً للعلاقة الفريدة بين الحاكم والمحكوم تاجها العدل والولاء والحب، والحرص على حقوق الشعب؛ فقد كتب - غفر الله له - على باب الحرم النبوي عام 1372هـ البيان التالي: (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود إلى شعب الجزيرة العربية : على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلما وقع عليه، أن يتقدم إلينا بشكوى، وعلى من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا، وعلي كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا، ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي أو أهل بيتي، وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد الرعية عن تقديم شكواه مهما تكن قيمتها أو حاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها أننا سنوقع عليه العقاب الشديد، لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم أو استخلاص حق مظلوم، ألا قد بلغت اللهم فاشهد).

وفق هذه المبادئ التي زرعها المؤسس - رحمه الله - استمرت مسيرة العدل والعطاء والبناء لهذا الوطن المعطاء في عهد أبنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.

اليوم الوطني عنوان بارز لكتاب يحمل بين دفتيه مسيرة أمة ووحدة شعب، حوّل الصحراء إلى حضارة وأنهار من العطاء في مختلف المجالات.

فالتعليم العالي - وأنا أحد منسوبيه - وجد الاهتمام والدعم اللامحدود من قبل الحكومة الرشيدة؛ وكانت الثمرة جامعات وكليات في مختلف مناطق المملكة وفي جميع التخصصات كان لها أثرها الملموس في تعليم أبناء الوطن والمساهمة في تنميته.

اليوم الوطني لبلادنا الغالية إنما هو تأكيد على ماض من العطاء مشرّف يجب أن نتذكره ونفيد منه، وإبراز لحاضر زاهر نعيشه، وتطلع لمستقبل مشرق نحلم به ينبغي أن نتكاتف لكي نصنعه.

وفي هذا اليوم ينبغي على كل مواطن أن يستشعر النعم التي تغمرنا في حضن هذا الوطن، ويبادر إلى شكر لله على نعمة الأمن والأمان، والخير والرخاء، والقيادة المؤمنة بربها ومسؤوليتها تجاه شعبها وأمتها؛ فبالشكر تدوم النعم.

وبهذه المناسبة أرفع أصدق التهاني والتبريكات لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ولجميع أفراد الشعب السعودي؛ داعيا الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يحمي وطننا من كل سوء في ظل قيادتنا الرشيدة. وكل عام والجميع بخير.

مدير الجامعة الإسلامية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد