Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/09/2008 G Issue 13144
الثلاثاء 23 رمضان 1429   العدد  13144
شيء للرياضة
النقلة الجديدة.. والحرس القديم!!
نزار العلولا

نشعر كمتابعين بأن كرة القدم السعودية تمر بمنعطف مهم يتمثل في (دوري المحترفين السعودي) الذي انطلق في الشهر الفضيل، مبشراً بمرحلة قادمة أكثر احترافاً وأقل ارتجالاً. والأمل يحدو الجميع بدوري يحاكي المسابقات العالمية تنظيمياً، حيث نستطيع التعرف على مباريات دوري المحترفين بمجرد النظر إلى قمصان اللاعبين التي تحمل شعار الدوري، وإعلانات الملعب التي تحمل شعارات الرعاة، كنا نطمع في وضع حد لمسألة تأجيل وتقديم المباريات بمناسبة وبدون مناسبة، والأهم من ذلك أن يرتقي مستوى التنظيم والأداء بشكل ينعكس إيجابياً على المنتخب السعودي الذي يجب أن يكون عاملاً مساعداً للنهوض بالمسابقات وليس عائقاً في طريقها من خلال المعسكرات الطويلة التي تربك جدول المباريات وتؤثر سلباً على تسويق الدوري وثقة المستثمرين.

ورغم تفاؤلي بالنقلة النوعية التي سيحدثها (دوري المحترفين السعودي) إلا أنني لا أخفي قلقي من المعوقات التي قد تعترض طريق هيئة دوري المحترفين التي تشرف على كل شؤون الدوري، فقد كنت أنتظر على سبيل المثال لا الحصر إطلاق الدوري من خلال حفل رسمي لتدشين الشعار الجديد، ولكن الدوري انطلق من جولتيه الأولى والثانية دون أن يدشن الشعار رسمياً، حيث يفترض أن يوضع شعار دوري المحترفين على فانيلات اللاعبين منذ المباراة الأولى لتمييزه عن باقي المسابقات والبدء باحترافية منذ الخطوة الأولى وحفظ حقوق الرعاة، وأخشى ما أخشاه أن تصدق الأنباء التي قالت بأن السبب في ذلك يعود لأسباب بيروقراطية أثارها بعض كبار البيروقراطيين، كما تقول مصادر أخرى بأن هناك جواً من الحذر يصاحب انطلاق دوري المحترفين لأن عدداً من القياديين القدامى متخوفون من عدم سيطرتهم على القرار الخاص بالدوري في حال استقلاله عن بقية المسابقات!!

إن النقلة الجديدة التي سيحدثها دوري المحترفين لن يعطلها سوى (الحرس القديم) الذي يريد أن تبقى الأمور على حالها، فالموظف القديم الذي لا يجيد استخدام الحاسب الآلي - على سبيل المثال - لا يريد للتقنية أن تكون العمود الفقري للعمل الإداري؛ لأن ذلك يفقده أفضلية الخبرة التي تراكمت عبر السنين، ولذلك يقف (الفكر القديم) في وجه أي تجديد لا يستطيع التأقلم معه. ويأخذ تعطيل العمل أشكالاً متعددة تبدأ بالتركيز على سلبيات النقلة الجديدة وتضخيمها وتمر بالتقليل من أهمية التغيير ولا تنتهي إلا عند التأكد من توقف العمل أو تغيير مساره بشكل يبعده عن تحقيق أهداف النقلة الجديدة.

والمتابع للرياضة السعودية يعرف أن القيادة الرياضية تسعى دائماً لإحداث القفزة تلو الأخرى، فالرئيس العام لرعاية الشباب هو رائد التغيير الأول من خلال تجديد جميع الاتحادات في بداية الألفية الثالثة، ثم استحداث نظام الانتخابات الذي نتمنى أن يمتد ليشمل إدارات الأندية، كما أن نائبه يمثل أهم الدماء الشابة التي نتمنى أن يتدفق المزيد منها في شرايين الرياضة السعودية لتحديث الفكر الرياضي بما يتناسب مع متطلبات التطوير الحقيقية التي تفرضها الإدارة الحديثة، ولذلك فالمستقبل يبشر بنقلات نوعية تؤكد قدرتنا كرياضيين سعوديين على مواكبة التطور الذي هو سمة الحضارة في أي بلد حضاري، إلا أن الدلائل تشير إلى أن من (الحرس القديم) من يريد تعطيل عجلة التطور من خلال الإصرار على الأساليب القديمة في العمل والبحث عن عيوب التجديد وتضخيمها خوفاً من عدم تمكنهم من الانسجام والتناغم مع المرحلة الجديدة القادمة.

فنحن نبحث عن الاحتراف الكامل منذ سنوات طويلة، ولكننا نصطدم مع كل إخفاق بأن الأسباب تنحصر في غياب الاحترافية وعدم التفرغ وانعدام التطوير المرتبط بأسماء قديمة ما زالت الرياضة السعودية تدور في فلكها وكأن الوطن عاجز عن إنجاب شباب يحملون الراية ويواصلون السير - بل الركض - على طريق الاحتراف والتخصيص والتطوير، فالمرحلة القادمة لا تحتمل أنصاف الحلول، فإما أن نكون أو لا نكون. فهل ننطلق في مسيرة التطور، أم نواصل الدوران في نفس الحلقة المفرغة؟ الجواب لدى صانع القرار الذي نثق في قدرته على إحداث (النقلة الجديدة) رغم العقبات التي يفتعلها (الحرس القديم).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9705 ثم أرسلها إلى الكود 82244



nizar595@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد