بإشراق شمس هذا اليوم تكون قد انضمت إلى عقد جيد الوطن لؤلؤة جديدة تكمل الـ 78 عاماً من ذكرى اليوم الوطني، التاريخ الذي بدأت معه مسيرة بناء الدولة السعودية الحديثة، الأرض التي وطد دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ثم سار عليها ابناؤه البررة من بعده، لتصبح قلباً نابضا بالحياة والنهضة الاقتصادية المتواصلة المستندة إلى حسن توظيف الموارد.
بدأت حركة عجلة الاقتصاد الحديث باستخراج النفط في عهد المؤسس وتوالت التطورات وازدهرت حركة الاستكشافات النفطية من بعده، ليتوج هذا الجهد بأن تصبح المملكة أحد المصادر الآمنة للطاقة وشريان العالم الأول الذي يمده بهذه السلعة الإستراتيجية، ولقد كان للسياسة النفطية والاستثمارية في مجال النفط دوراً مهماً في أن تصبح المملكة العمود الفقري في حفظ توازن أسعار النفط، حيث لعبت المملكة دوراً رئيسياً في استمرار مد الأسواق العالمية بحاجتها من الطاقة مع دول (الأوبك).
ونظراً للسياسات البناءة الهادفة للاستفادة من نعمة النفط عمدت الدولة إلى وضع خطط وبرامج استثمارية في مجال النفط على مدى السنوات الخمس المقبلة رصد لها مبلغ 129 مليار دولار موجهة لأعمال التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق.
وإن كانت مسيرة المملكة الاقتصادية ركزت في بدايتها على النفط، الذي شكلت عائداته أساساً متيناً للنهضة التنموية التي عاشتها البلاد في كافة الأنشطة، فقد كان لتقلبات أسعار النفط أثر كبير في تنويع القاعدة الاقتصادية، وكان من نتاج ذلك أن شهدت المملكة طوال مسيرة البناء خططاً تنموية شاملة أثمرت عن إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية التي أسست لانطلاقة اقتصادية قوية يجني ثمارها الوطن.
ولقد تعددت أنماط البناء الاقتصادي الحديث ومشاريعه العملاقة، فكانت صناعة البتروكيمياويات التي ولدت في خضمها شركات وطنية عملاقة أنجزت الكثير وأسهمت في بناء نهضة اقتصادية وضعت المملكة في موقع متميز في هذا المجال.
وفي دورانها المستمر حملت معها عجلة التنمية الاقتصاية مشاريع كبرى قصد بها مضاعفة الجهد فكانت حركة العمران والتنمية، والتوسعات المصرفية، وفتح المجال للاستثمارات العملاقة من خلال جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وكانت منظومة المدن الاقتصادية التي تولدت فكرتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين - حفظهما الله - إضافة حقيقة للحركة التنموية في أرجاء المملكة كشفت عن رؤية شمولية للتنمية الاقتصادية، وهكذا أسست حركة النهضة التنموية لعهد جديد يؤسس لثقافة اقتصادية عنوانها بناء الإنسان واستغلال الموارد، لتبدأ المملكة بذلك أولى خطواتها في طريق المنافسة الاقتصادية بمعايير اليوم تمهيداً لاختيار موقعها الريادي بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.
في هذا اليوم وفي حضرة الوطن يزداد الولاء رسوخاً للأرض وللقيادة لتكبر شجرة الوطن الواحد الذي نستظل بظله الظليل جميعاً فلتدم مملكتنا وافرة.