Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/09/2008 G Issue 13138
الاربعاء 17 رمضان 1429   العدد  13138
أفسد نفسك بنفسك
حمود عودة الشمري

لو قال لك أحدهم هذه العبارة لاتهمته بالجنون.. ولكنها حقيقة ما يقوم به معظمنا دون قصد.. ويكثر هذه الأيام في كل عام الحديث عن عدد من القنوات الفضائية المفسدة.. (سفارات الشيطان في منازلنا)، والتي تعمل بكامل طاقتها وتعد كل ما تستطيع من قوة لتفسد علينا عظمة هذا الشهر الفضيل وتصرفنا عن الإحساس بروحانيته بكل ما يملكون من أسلحة الإغواء والإغراء والتشويق.. يقوم بذلك شياطين الإنس بعد أن رعتهم قوى مغرضة مغيبة خلف الكواليس ليعوضوا تصفيد شياطين الجان برمضان ولاشك أن شياطين الإنس قد قاموا بواجبهم خير قيام بعد أن وجدوا الدعم غير المحدود منا كمجتمع ، نعم فنحن من يدعمهم دون أن نشعر أو نقصد.. ونفسد أنفسنا وبيوتنا وأسرنا وصيامنا وكافة مناحي حياتنا بأنفسنا.

كيف ؟!!!.

سأخبركم باختصار عن المؤامرة التي نشارك بها بعلم بعضنا ودون علم معظمنا وأخلي مسؤوليتي من الصمت القاتل الذي تمارسه كافة الجهات المختصة بتوعية المجتمع وحماية المستهلك من جشع التجار في عصر الانفتاح والخصخصة الذي نعيشه.

إن الملايين التي تصرفها القنوات الفضائية لإنتاج هذا الكم الهائل من البرامج والمسلسلات لا تصرفها لسواد أعيننا أو بهدف إمتاعنا، بل تقوم بذلك لجذبنا لمشاهدتها واتخاذنا (طُعماً ) تصطاد به المعلن أو الراعي الذي يدفع الملايين بدوره ليضمن اصطيادنا ليوصل رسالته الإعلانية إلى أذهاننا عبر الفواصل الإعلانية التي تشاهدونها بين فقرات المسلسل أو البرنامج الذي تتابعون ، وليدفعنا بالتالي لشراء منتجه، والمعلن أيضاً ليس غبياً مثل أكثرنا ليصرف تلك الملايين من أرباحه حباً ورغبة في إمتاعنا بل هو يقوم بتحميلنا تلك الملايين التي يدفعها للقنوات بتوزيع تكلفة حملته على سعر السلعة التي نقوم بدفعها عند قيامنا بالإقبال على شراء سلعته مصدقين الأكاذيب أو القليل من الحقائق الممزوجة بالكثير من الأكاذيب - هذا لو أردنا إحسان الظن ببعض تلك السلع وبعض التجار.وتختلف أساليب الجذب التي تتبعها القنوات الفضائية باختلاف ذمم وضمائر ومعتقدات القائمين عليها ، حيث تتخذ عددا من القنوات البرامج والمسلسلات التي تثير فئة الشباب وتجذبهم لمتابعتها مستغلين سطوة الغرائز والإثارة على تفكيرهم فتعرض ما يلهي الشباب وتفتنهم بالفيديوكليبات ، ويتخذ بعضهم الآخر سلاحا أشد خطورة وهو تضخيم مظاهر الفساد وإشاعة الفاحشة بالمجتمع الخليجي، وذلك بإنتاج مسلسلات تصوّر حالات شاذة من العلاقات الأسرية وصور من الفساد الأخلاقي، وتبالغ في إبرازها لتبدو كظاهرة اجتماعية يعتاد المشاهدون على رؤيتها مما يزيد من انتشارها كالعنف الأسري وضرب المرأة وشرب الخمر وانتشار العلاقات المحرمة كالزنا وصور الشذوذ المختلفة والعديد من المنكرات.. جانب واحد أسود يسعون لإبرازه وتعميمه متجاهلين ضرورة إبراز الجانب المشرق لدى السواد الأعظم بمجتمعنا ليكون المسلسل أكثر موضوعية وصدقاً.

هل أدركتم الآن إخوتي وأخواتي استراتيجية وحلقات الخطة التي تحاك ضدنا وتهدف لإفسادنا، والدور الأكبر الذي نقوم به كمشاهدين ومستهلكين بإنجاح خططهم دون أن نعلم.

والحل برأيي لعدم إفساد أنفسنا بأنفسنا وإفساد تلك المؤامرة وقلبها على رؤوس مدبريها بأيدينا ايضاً.

لن أقترح تنظيم حملة لتوعية المجتمع بما يحاك ضده حيث لا أعتقد أن ثمة قناة فضائية تجرؤ على تبني أو عرض ذلك..

ولكن أقترح وسيلة أقل فعالية ولكنها أفضل المتوفر ، وهو أن ننظم أنفسنا وأن يؤدي أئمة المساجد والدعاة والمثقفون دورهم بتوعية أفراد المجتمع بما يحاك ضدهم وإفهام العامة بأهمية قيامهم بالتالي:

- الانصراف عن شراء سلع التجار الذين يدعمون تلك البرامج والمسلسلات الهابطة ليتذوقوا طعم خسارتهم ويرتدعوا عن دعم مثل تلك البرامج ويدركون أن مجتمعنا أصبح أكثر وعياً من ذي قبل ولم تعد تحرك شهواته مثل تلك البرامج.

- تشجيع التجار والشركات والقنوات التي تدعم البرامج والمسلسلات الهادفة. عندها فقط نستطيع إجبار تلك القنوات على إعادة برمجة أساليبها الخبيثة وتكون أكثر احتراماً لمشاعرنا وقدسية شهرنا ومعتقداتنا.

- مخرج تلفزيوني
Express yourself instantly with MSN Messenger! MSN Messenger



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد