في زمن مضى كانت الثقافة الشعبية حاضرة، يزاولها أبناء المجتمع ميدانيا وهي مألوفة لديه يشاهدها في البادية وفي الحقل والقرية وتعتبر موروثاً تراثياً حاضراً، أما الآن فاختلف الوضع تماماً بسبب التغيرات الحضارية والفجوة التي أحدثتها عند بعض المرتبطين وأغرتهم إلى العزوف عن التعلق بها، مما جعل هذه الثقافة تصل إلى حالة الاندثار لولا المبادرات الرسمية ولا سيما مهرجانات الجنادرية التي أحيتها من جديد وجعلت أبناء المحترفين لهذا التراث يرتبطون أكثر بآبائهم وأمهاتهم الذين يجيدون هذا التراث وان كان هذا الإحياء لم يشمل جميع التراث ولكنها خطوة تستحق الإشادة والتقدير لأنها داخلة في العمل الاجتهادي والتطوعي، ولكن عندما تأخذ الصفة العلمية فسوف تنعكس على التراث ميدانياً وتزيد التعلق به وتنميته أكثر فالتعليم هو الأرض الخصبة التي ترسخ هذه الثقافة واحتضانها التي تعتبر سمة لهذا الوطن وأبنائه، فجغرافية المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف يوجد بها الكثير من البيئات فعندنا البيئة الصحراوية والزراعية والبحرية ولكل بيئة خاصيتها التي تتصف بها وتعبر عن تراثها، وخير من يحافظ على هذا التراث هو التعليم ولا سيما في المرحلة الثانوية التي يتطلب من المسؤولين عن التعليم التفاتة إلى هذا التراث بشكل علمي من خلال إدخال مقرر تحت الثقافة الشعبية واقدام وزارة التربية والتعليم على ذلك سوف يرسخ وعي الطالب بدور الثقافة الشعبية في إثراء النسيج الواحد لأبناء المملكة العربية السعودية وتماسكها عبر الأزمنة والعصور، كذلك سوف تجسد الإبداع والذوق الجمالي في مجالات الفنون والفلكلور التي تصب في المواطنة والتربية الوطنية، تجدر الإشارة الى أن بعض الدول بدأت الاهتمام بالتراث من خلال الثقافة الشعبية وجعلتها ضمن مناهج تعليمها لإيمانها بأن أمة بدون تراث فاقدة لأصالتها وموروثها.
والله من وراء القصد.
- مكتب التربية العربي لدول الخليج