يتملكني الفرح بشدة كلما سمعت حديثاً، أو قصة أو حكاية حول بر الوالدين، وأعرف كثيراً من الأشخاص قد عُرفوا بين الجميع ببر الوالدين، فكان ذلك يسرني جداً لأنه يعني أن هؤلاء الأشخاص هم من أهل السعادة والخير. وأعرف قصصاً كثيرة في هذا المجال، لكني بمناسبة دخول شهر رمضان الفضيل، وعبر (صفحة الرأي) بجريدة الجزيرة، أدعو كل من كان أبواه - أو أحدهما - على قيد الحياة، أن يغتنم حياتهما في برهما، فإن برهما من أعظم أبواب الجنة، وأدعو جميع المقصرين في حق الوالدين إلى فتح صفحة جديدة مع الوالدين، رجاء المغفرة والمثوبة من الله، وأداء لحقهما علينا.
ومن صور البر التي لا تبرح ذاكرتي أن أختي أم سعد هيا بنت صالح المقرن كانت منذ الصغر من أبر إخوتي بوالدينا، تخاف عليهما، وتتفانى في خدمتهما، وإدخال السرور على قلوبيهما، وتسهر على خدمتهما إذا مرضا، وتحسن إليهما بكل وسيلة فتأثرنا جميعاً بذلك، وسرت روح البر منها إلى جميع أفراد الأسرة -جزاها الله خيراً- وأعقبها ذلك براً في أولادها. إنها دعوة للجميع لاستدراك ما فات من بر الوالدين، والأخذ بما أمكن من أسباب البر. فما أجمل أن يجلس الولد مع أبويه على مائدة الإفطار، أو السحور. وما أجمل أن يدخل عليهما مبتسماً، يقبل أيديهما ورأسيهما. وما أحسن مشهد الولد الذي يعطي والديه شيئاً من ماله، حتى ولو كانا غنيين اعترافاً بفضلهما. وما أحسن مشهد الولد الذي يبلغ أباه سلام فلان من أصدقائه، أو يقرأ على أمه سلام فلانة من صاحباتها. وما أعظم مشهد الولد الذي يأخذ بأيدي والديه فينطلق بهما إلى حديقة أو استراحة، أو متنزه، يحاول الترفيه عنهما، أو يدخل عليهما بهدية مناسبة.
إن صور البر كثيرة جداً لا تكاد تنحصر، والسعيد من وفقه الله تعالى لكسب رضا الوالدين ببرهما، فإن رضاهما من رضى الله تعالى، ومن أعظم أبواب الجنة، فهل من مشمِّر لذلك؟
- الرياض