ما تعيشه الأسواق العالمية من ذعر نتيجة إفلاس البنوك الاستثمارية لم تبدأ معالمه هذه الأيام بل البداية كانت من صيف 2007 عندما حدث أول سقوط بأسواق العالم تحت تبرير أن الصين ستفرض ضرائب على العمليات الاستثمارية بسوقها المالية وكانت أزمة الرهن العقارية تحت الرماد لا يعلم بخطورتها إلا كبار المستثمرين ونعني بهم الصناديق العالمية والمستثمرين الأفراد المرتبطين بعلاقات مالية كبيرة مع بيوت الاستثمار العالمية وكان انتقال هؤلاء المستثمرين إلى أسواق السلع سريعا حيث ارتفعت بشكل جنوني وما إن اقتربت إعلانات النتائج الأسوأ للأسوق المالية حتى رأينا السيولة تخر من أسواق السلع لتستعد للفرص الكبيرة التي تتولد يوميا نتيجة السقوط الحاد بالأسواق عالمياً ما يهمنا اليوم كمستثمرين بأسواق ناشئة تتشابك مع الاقتصاد العالمي بفعل عوامل اقتصادية رئيسية كوننا دول نصدر البترول ونعتمد على استقرار الاقتصاد العالمي ونساعد على استمرار نموه حتى تستقر إيراداتنا وبالتالي نستطيع تنفيذ خطط التنمية والتحول إلى اقتصاد متنوع أن نعي حركة الأسواق ونجاري الأوضاع التي تخلفها مثل هذه الأزمات بان نقرأ التوجهات الاستثمارية القادمة بأن نفند قطاعات السوق ونعرف مدى تأثر كل واحد منها سلبا وإيجابا بهذه الأزمة فمن المعروف عندما يصيب الذعر الأسواق المالية تتساوى عمليات البيوع لدى عموم المتداولين وتظهر قوة المستثمرين الاستراتيجيين لأنهم ينتظرون الأسعار تأتي إليهم فهم يصنعون القيعان ويقتنصون الفرص بأقل من قيمتها العادلة نتيجة بيع المذعورين ويتمخض دائما عن مثل هذه الأزمات إزاحة سطوة كبار المضاربين عن قيادة السوق بعد أن يكونوا قد اطمئنوا إلى قدرتهم على ذلك ليتفاجأوا بالقوة القادمة التي تمحي سيطرتهم على تعاملات السوق ان لم تلغها ولكن دائماً يكون العامل المساعد للمستثمرين على ذلك هو تدافع عموم المتداولين للبيع مما يسهم بالضغط على الأسواق وبالتالي يفقد المضاربين الكبار قدرتهم لضبط حركة السوق ومن هنا تأتي عملية إعادة السيطرة على السوق للمستثمرين الكبار من صناديق وافراد ودائماً ما يكون تحركهم لقيادة السوق من خلال القطاعات التي تستفيد بعد جملة التحولات الاقتصادية واين سيكون توجه النقد والاستثمار عموما وفي أي المجالات تتركز عمليات التشريع والتنظيم ولذلك علينا أن نعي بان الفرص الذهبية لا تتولد إلا من خلال الأزمات وقرأ الكثير منا عن أحداث عصفت بأسواق المال استفاد منها أسماء أصبحت فيما بعد من ابرز أثرياء العالم بالتالي يمكننا القول إن الفرص الذهبية التي تتهيأ بأسواقنا لا تأتي إلا بالوقت العصيب بعكس فترات الراحة وسهولة الربح التي يخرج بها المستثمر الكبير لأنه يسلم قيادة السوق للمضاربين فمسألة الثقة هي دائماً عكسية بين من يقودون دفة الأسواق وبين من يتعاملون معها بالعاطفة فقط.