إلى كل الطيبين في وطني الحبيب أهديهم قصة جمعيتنا..
هذا ما حمله غلاف كتاب (جمعية وطن) الذي أصدرته جمعية الأطفال المعوقين..
وإذ كان الكتاب يعرف من عنوانه، فإن اختيار هذا الإهداء من قبل طفل من منسوبي الجمعية (فيصل) استهلال رائع وجيد ليس فقط من الناحية المهنية (إعداد وتأليف الكتب) فقد كان اختيار (إهداء طفل مستفيد من خدمات الجمعية ربطاً منطقياً وواقعياً لما حققته الجمعية، فخير من يخبر عن خدماتها من استفاد منها)، والطفل (فيصل) بكلمات قليلة، قدم الكتاب من غلافه (أهديكم قصة جمعيتنا)..
وفعلاً الكتاب عرض وبإيجاز موسع عن تاريخ أفضل قصة لجمعية خيرية إنسانية، طبية، اجتماعية تعليمية انتشرت فروعها من منطقة في الرياض، حتى أصبح لها فرع في كل منطقة في بلادنا الواسعة.
والجمعية التي يعرض قصة إنشائها ونموها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في تقديم الكتاب والتي تستحق أن تقتبس، كون الكتاب لن يتيسر للجميع بأمل أن تسهم هذه الكتابة وهذا الاقتباس والحديث عن الجمعية في دعم الخيرين لها ومساندة برامجها ومساعدتها لمواصلة إنجازاتها الحضارية والاجتماعية والشد من أزرها للاستمرار في تقديم خدماتها المجانية للأطفال المعوقين.
يقول الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في تقديم كتاب جمعية وطن:
إن هذا الكتاب الذي يصدر بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الجمعية يؤرخ لتجربة متفردة، تمازجت فيها جهود وطن بمؤسساته وأفراده.. تجربة مؤسسة خيرية وطنية رائدة، تبنت قضية الإعاقة بشمولية ومنهجية علمية، جنى ثمارها المجتمع بأسره، وجعلت من قضية الإعاقة إحدى أولويات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، وأسهمت بشكل فاعل في بناء رأي عام واعٍ، وقدمت خبراتها في كافة المجالات ذات العلاقة، كالتوعية والتأهيل والعلاج والتعليم، والتدريب والمساهمة في استحداث تخصصات علمية بالجامعات لتوفير الكوادر البشرية المتخصصة، والعمل على تطوير الخدمات المقدمة للمعوقين داخل المملكة عبر المشاركة في إعداد النظام الوطني لرعاية المعوقين الذي حظي بموافقة المقام السامي الكريم.
ونستطيع أن نشير إلى أن الجمعية وهي تحتفي بيوبيلها الفضي كانت دوماً صاحبة مبادرات غير مسبوقة في مجال العمل الخيري، وخدمة قضية الإعاقة، والبرامج التعليمية والتأهيلية، فقد أسست لمنظور جديد في مجال الإدارة الحديثة لمؤسسات العمل الخيري، واستيعاب التقنية، وإقامة شراكات طويلة المدى مع مؤسسات القطاع الخاص، والجهات الخيرية والعلمية والصحية، ومؤسسات الدولة.
وتجسدت ريادة الجمعية في تبنيها منظومة من البرامج الإبداعية على صعيد التوعية، كبرنامج عطاء الطلاب، وبرنامج جرب الكرسي، وبرنامج الوقاية من الإعاقة وكيفية التعامل معها، وبرنامج مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وكان للجمعية ريادتها في تنمية الموارد في إحياء سُنة الوقف الخيري كمصدر موثوق لدعم ما تقدمه مراكزها من خدمات مجانية للآلاف من الأطفال المعوقين في عدد من مناطق المملكة، كما أبرمت الجمعية كثيراً من اتفاقيات التعاون مع الشركات والمؤسسات التجارية والمصرفية لتبني برامج مميزة لمساندة جهود الجمعية.
وعلى صعيد خدمات الرعاية والتأهيل كان للجمعية السبق في تأسيس أول مركز بحثي من نوعه في الشرق الأوسط، متخصص في شؤون الإعاقة هو (مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة) لتلبية حاجة ملحة لمواجهة حالات الإعاقة المتزايدة في بلادنا، وملء الفراغ في مجال البحث العلمي حول الإعاقة ومسبباتها، ووسائل تفاديها وعلاجها، وعلى مدى سنوات، ومنذ تأسيسه أسهم المركز في توفير قاعدة علمية لعدد من برامج الرعاية والتعليم والعلاج، وقدم خدماته لكثير من المؤسسات الوطنية المعنية بالقضية. (انتهى الاقتباس)
وللجمعية مبادرات وأعمال تعجز هذه المساحة من الحديث عنها، والكتاب يحتاج إلى عرض وتقديم أفضل، عسى أن يجتذب كل من يسعى لعمل ومساندة الأعمال الخيرية المثمرة.
jaser@al-jazirah.com.sa