من مآثر تلفزيوننا التاريخية.. إفادته الذكية.
من مخرجات مسرح جامعة الملك سعود..
وكان ناصر القصبي وعبدالله السدحان
وراشد الشمراني.. من أمثلة تلك الإفادة ونماذجها الحية..
** ففي ظروف ما.. ووفق معطيات ومسارات ما..
رسم هؤلاء للدراما المحلية لوناً.. تمَثّل خيطاً
ناصع الكفاءة..!
صبروا وصابروا واجتهدوا.. وخرجوا
بأعمال ظلت ذاكرة المشاهد وفيَّة لها.. لأنها
كانت بحجم التطلع.. واعية بفلسفة الفن
معبرة عن اشتراطاته.. جديرة بالحفاوة والاحترام..
** ولكنها توقفت.. أو هم توقفوا.. لا أدري
هل خانتهم أذواقنا العصرية.. أوتاهت
بهم (تطلعات) خلطت لديهم مفاهيم الفن
ومقتضيات الدراما بالتجارة وشهوة الثراء..
أم خذلتهم الإسنادات والدعم.............!
توقف الثلاثة عند نهاية العقد الأول من عمر طاش..
حاولوا اجتراره واستئنافه.. واستفرغوا
كل ذرات الدهشة والفنية الاحترافية فيه.. فأضحى وجهه الجديد بلا طعم ولا ملامح..!
** اعتنق القصبي والسدحان.. عقيدة الثنائي المدهش والفريد..
وظلا وفيين لها.. سادنين لمستطيل يقف كل منهما على أحد طرفيه..
لم يحولوه دائرة.. أو قاعدة تتراكم عناصرها..
ولم يتيقنوا بأن دوام الحال من المحال..
ولم يحسنوا فتح منفذاً تجاه الجديد من العناصر..
والكفاءات التي كان باستطاعتها رفدهم وتعزيز ثقة المشاهد والمتلقي بهم..!
** أصغيا لكركتر بقدر ما كان مغامراً ومدهشاً
ولافتاً.. إلا أن الوقوف به عند حافة الإضحاك
البليد؛ أمر تمجه أذواق الناس وحساسية تلقيهم..!
** وعندما أيقنوا متأخرين فداحة النتيجة.. غيروا القشرة (بعيال قريَّة) بقدر إنعزالها الإقليمي
ورافدها الشعبي المناطقي.. بقدر فهاهة
جوهرها.. هم هم.. وإن تحولت الاسكتشات
إلى مسلسل.. يجتر وهم حكاية مضحكة.. يمتص شعارات وانعطافات اجتماعية طيَّارة.. ويعيد إنتاجها.. دون اجتراح المسافة بين بنية الفكرة وتلوينات الأداء.. ودون معالجة إخراجية تضيف بعداً جديداً للفكرة.. بذات التعاطي العشوائي
مع قدراتهم.. وبذات الثقة بالصورة النمطية
المخلَّدة في أذهاننا عنهم..!
صارت طوقاً يحكم حصاره لهم.. بالرغم
من الإمكانات الفنية الثرية التي يتمتعون بها.
** أما الأكاديمي والعميد الفنان..فقد ظلت جميع أعماله (التاريخية) التي حفظت وقار اسمه.. ورزانة رسمه.. دون قدراته الفنية الفذة..
وإمكانات التنويع الدرامي الهائل في أدائه.. ولست أدري
بأي وعي اجتره (لاوعيه) إلى (تلطيخ) سيرته
الفاتنة.. بصحبة (مفرح ومناحي)
اللذين قفزا في لحظة (غفلة كونية).. إلى مجال
لا يعيان ماهيته.. ولا يمتلكان أدنى شروطه..
** .. وهما خارج أي تقييم أو مساءلة.. و(بيني وبينك)
بجزئيه.. ينضح بحقيقة الوعي الفني أو الحس الدرامي التي يمتلكانه...
ومستوى أدائهما يقدم نموذجاً عصرياً
للترخص الممجوج.. ولعل المستوى البليغ من البذاءة والاسفاف الشوارعي الذي يقدمانه
في فضاء لا يملك أحد وصاية عليه.. يجعلهما مؤهلين لتقديم أي شيء
وكل شيء.. وفي كل زمان ومكان.. طالما لم تعد ثمة ذائقة.. أو مؤسسة تفرز الجيد والقيم المسؤول.. من المترد والفاسد والرخيص..
وحسبنا الله ونعم الوكيل.