هو الشيخ ناصر بن عيد بن محمد بن عيد بن بنيان، درس وتلقى العلم في البداية على يد والده الشيخ عيد وعلماء بلده مثل الشيخ عبدالله بن عيبان الناصري العمروي التميمي والشيخ عمر بن محمد الفاخري الوهبي التميمي، وغيرهم من العلماء في إقليم سدير مثل الشيخ عثمان بن منصور الناصري العمروي التميمي، والشيخ عبدالعزيز بن عثمان بن عبدالجبار الوهبي التميمي. وزامل في دراسته عليهم كل من: المؤرخ المشهور عثمان بن بشر وعبدالعزيز بن عيبان وغيرهما من طلبة العلم في سدير. وبعد أن شب انتقل ودرس في الرياض وخاصة على يد الشيخ عبدالرحمن بن حسن حفيد مجدد الدعوة الإصلاحية محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - والذي لازمه في دروسه حيث يذكر بن بشر: (وممن أخذ عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب العلم المفيد، ذو القول السديد، والخلق الحميد، الشيخ ناصر بن عيد، القاضي في بلد الرياض عند الإمام فيصل، ثم جعله قاضياً في بلدة الحلوة).
ودرس على يد العديد من العلماء الأجلاء في بلد الرياض حتى نال القرب والمكانة عند الإمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية حيث عينه قاضياً في عاصمة حكمه بسبب ما اشتهر به وعرف عنه من التقى والعدل والقوة والهيبة في القضاء كما كان له علم واهتمام في الفقه حيث ذكر الشيخ سليمان بن حمدان عنه في كتاب تراجم متأخري الحنابلة عندما تطرق لسيرة الشيخ ناصر بن عيد قال عنه: (له دراية تامة في الفقه). بعد ذلك أصبح من خواص الإمام فيصل وكان ينيبه بعض الأمور ومنها مشاركته في بعض الوفود لإخماد بعض الاضطرابات حيث يذكر ابن عيسى في تاريخه عقد الدرر، إن الإمام فيصل أرسل جيشاً يقوده ابنه عبدالله وأرسل معه كبار المشايخ في عصره وهم الشيخ حسن بن حمد بن حسين آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن محمد بن علي آل الشيخ والشيخ ناصر بن عيد، في أواخر فترة الإمام فيصل أرسله قضاياً إلى بلدة الحلوة بحوطة بني تميم واستمر فيها قاضياً وقتاً طويلاً إلى حدود أكثر من خمسة وثلاثين سنة أحبه أهل البلدة لعدله وصلاحه ومعرفته إلى أن توفي في حدود سنة 1305 عندما كان راجعاً من مدينة حائل على وقت فترة الأمير محمد بن رشيد.
درس على يده العديد من طلبة العلم سواء في بلد الرياض أو الحلوة فيما بعد ومنهم:
1- تلميذه الخاص عبدالمحسن بن أحمد بن باز الذي تولى القضاء بعده في بلد الحلوة.
2- ابنه - عبدالعزيز - وابنه عبدالله.
3- الشيخ عبدالعزيز بن زيد بن مانع العقيلي توفي 1342هـ.
4- الشيخ محمد بن إبراهيم القريشي.
5- الشيخ عبدالله الشقراوي إمام جامع القويع.
وغيرهم العديد من طلبة العلم من البلدان المجاورة. كان له اهتمام في نشر العلم وشراء الكتب حيث وجد له تملكات عديدة على بعض الكتب الشرعية وغيرها من الكتب الأخرى. له العديد من الخطوط والصكوك الشرعية والمراسلات التي تدل على علمه. رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
إعداد/ عبدالله بن عبدالعزيز بن سعد آل عيد
الحلوة بحوطة بني تميم