الوقفة الأولى: مع فاعلي الخير الباذلين في هذا الشهر المبارك الذين يمدون أيادي العون والمساعدة للضعفاء والمساكين، ويبحثون عن الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، ندعو لهم ونبارك لهم ما سيحصلون عليه من الأجر العظيم في هذا الشهر المبارك إن أخلصوا وصدقوا، ونبشرهم بالبركة في أنفسهم وأهلهم وأموالهم، ونذكرهم بما يردِّده المَلَك لهم ولأمثالهم كلَّ يوم. (اللهم اعط منفقاً خلفا، واعط ممسكاً تلفا) وبذلك القسم النبوي الصادق أن المال لا ينقص من الصدقة أبداً، بل يزيد وينمو ويبارك فيه، وهو أمر مؤكد معروف بالمشاهدة في حياة الناس.
الوقفة الثانية: مع المعتمرين والمعتمرات الذين يتزاحمون في بيت الله الحرام، نقول لهم: إنَّ ما نراه من مظاهر التزاحم والتصادم، والتخاصم في بيت الله الحرام ليؤكد لنا أن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر، فللعبادة روحها، وهدوؤها، وتسامح أصحابها، ولها أجواؤها المفعمة بالخشوع والذكر والدعاء وقراءة القرآن، وإن أخشى ما نخشاه أن تكون زيارة البيت الحرام في هذه الأوقات قد أصبحت تقليداً وعادة عند كثير من الناس، وهنا يجب على كل معتمر أن يراجع نفسه، فليس من طباع العباد المعتمرين الخصام والمدافعة، والسب والشتم، وليس من طباع الخاشعين إيذاء الآخرين، ولا من طباع الخاشعات التبرج، وعدم الحشمة، وقضاء معظم الوقت في الأسواق المحيطة بالحرم، والتجوُّل فيها بهيئات لا تتفق مع ما أمر به رب البيت الحرام من الحشمة والحياء والوقار. نقول لهؤلاء رجالاً ونساءً اتقوا الله في أنفسكم وفي إخوانكم المسلمين الذين يعيشون أجواء العبادة والذكر والدعاء.
الوقفة الثالثة: مع مالكي القنوات الفضائية والمسؤولين عن برامجها في عالمنا العربي، أنقل إليهم كلاماً سمعته مرويَّاً عن مسؤول كبير في وزارة الثقافة الماليزية يقول فيه: نحن لا نستقبل رمضان الكريم استقبالاً مخالفاً لطبيعته وروحه، فشهر رمضان شهر عبادة وصوم وقراءة قرآن، وما دام كذلك فإنه لا يليق بنا أن نحشد الجهود الفنية، ونبذل الأموال الطائلة لنجهز طوال العام مادةً إعلامية تخالف روح رمضان ومعناه، وتغضب الله - عز وجل -، وأكد أن برامجهم تسير بصورة معتادة، وأبدى انزعاجه مما يرى من تسابق كثير من القنوات الفضائية العربية على عرض كثير من المواد الإعلامية التي تصادم معنى العبادة والصوم.
الوقفة الرابعة: مع بعض أئمة المساجد في رمضان الذين يبالغون في الأدعية، والسجع فيها بصورة تحتاج إلى وقفة مراجعة، ففي الأدعية المأثورة من القرآن والسنّة ما يكفي ويشفي، ونقول لهم: هوِّنوا على أنفسكم، ودعوا الرفع والخفض والمدِّ والقصر في الدعاء، فإنكم تدعون سميعاً مجيباً قريباً، وارحموا لغة القرآن من الأخطاء المؤلمة المؤذية.
الوقفة الخامسة: مع الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نقول لها: جهودك مشكورة، ونتائجها منظورة، ونتساءل ما بال رجالك يغيبون عن أسواق كثيرة، فيها من التجاوز وعدم مراعاة الآداب العامة من بعض الشباب ما لا يجوز أن يحدث في مجتمع مسلم محافظ، وهل وجود رجال الهيئة في الأسواق العامة انتقائي؟ إن مسؤوليتكم كبيرة بصفتكم جهة رسمية ذات عمل محدَّد يشجعه ولي الأمر، ويدعمه، ويحتاج إليه المجتمع.
الوقفة السادسة: اللهم تقبل صيام عبادك المسلمين، ولا تحرمهم من أجرك العظيم يا رب العالمين.
إشارة:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
www.awfaz.com