رغم ارتفاع الدولار أمام العملات العالمية بأكثر من 15 بالمائة وانخفاض أسعار النفط بشكل كبير مما يؤثر إيجاباً على تكاليف السلع إلا أن الأسعار لم تتغير للمستهلك السعودي فكانت الحجة سابقاً أن التضخم مستورد بل كان الارتفاع يسبق حتى انخفاض الدولار, بينما نجد الآن ثباتاً بل وارتفاعاً لبعض الأسعار في شهر رمضان الكريم مما يعني أن الموضوع لا يخرج عن طمع كبير من التجار واستغلال لارتفاع حجم الاستهلاك بهذه الفترة وعدم فعالية مراقبة الأسعار من الجهات المعنية مما يجيز لنا أن نضيف اسماً آخر عليه وهو تضخم الطمع والجشع.
ففي بداية ارتفاع الأسعار كان هناك تساؤل لدى الجميع لماذا قام التجار برفع أسعارهم رغم أن البضائع بسعر التكلفة القديم واليوم رغم التراجع الكبير بأسعار السلع وتكاليف إنتاجها عالمياً وتحسن سعر صرف الدولار بشكل لافت إلا أنها مازالت باتجاه تصاعدي باستغلال واضح لارتفاع الطلب في شهر رمضان وكذلك سيتبع بعيد الفطر ثم سيأتي موسم العودة للمدارس مما يعني ارتفاع نفقات الأسر السعودية بشكل كبير سيرهق كاهلهم بشكل كبير جداً، فثلاث ضربات على الرأس تهد ولا توجع فقط فمعروف أن الإنفاق لشهر رمضان يرتفع بأكثر من 40 بالمائة ليصل إلى أكثر من 7 مليارات ريال على المواد الغذائية فقط وإذا أضفنا مصاريف العيد فسيكون حجم الانفاق لشهر سبتمبر الحالي ما يفوق 8 إلى 9 مليارات ريال وسيكون للعودة للمدارس زيادة بالانفاق تفوق عشرين بالمائة على الأقل فتكاليف الطالب أو الطالبة قد تصل إلى قرابة 800 ريال ولا تقل عادة عن 300 ريال بأسوأ الحالات. أعتقد أن وزارة التجارة مطالبة بوضع ضوابط تعرف من خلالها حجم المخزون للتجار وتاريخ دخوله وبالتالي عدم السماح لهم برفع الأسعار متذرعين بأي تحرك لها عالمياً كما يجب منع العروض الترويجية بمواسم مثل رمضان لأنها ليست أكثر من أسلوب لرفع الاستهلاك وهو يتنافى مع سياسات كبح التضخم كما أنها تنطوي على كثير من الخدع البصرية بطريقة تركيبة العروض والتي لا تقدم أو تؤخر على تكلفة الاستهلاك.
المستهلك ينتظر مزيداً من التحرك للجهات الرسمية لإيقاف استنزاف جيبه باحتياجات أساسية لا يمكن أن يستغني عنها وهو مطالب بضبط نفقاته وعدم الانجراف وراء العروض التسويقية قبل القيام بحساب فائدتها له ومن المهم أن تقوم وزارة المالية بحساب قدرة الأسر السعودية على تحمل هذه التكاليف مجتمعة لتقدير حجم المساعدة الممكنة لشريحة كبيرة من الموظفين على موسم الانفاق الذي اجتمعت فيه أكثر من مناسبة بوقت واحد.