للزعماء وقادة الدول تصرفات وسلوكيات غريبة وبعضها يعف عنها الناس العاديون، ولكن من يحاسب القادة خاصة إذا كانوا يقودون ويحكمون شعوباً بالقوة والتسلط وبالقمع.

بعضهم يقضي الليل في مشاهدة الأفلام، والبعض الآخر لا يحب إلا أفلام الراقصات، والبعض ينافس الكتاب فيؤلف الروايات والكتب ويقرض الشعر، وتنشر إبداعاته، ولكن لا أحد يعرف من كاتبها الأصلي..!!

ولأن (الجنون فنون) فإن بعض هؤلاء القادة يفرضون هواياتهم المجنونة على شعوبهم، والأمثلة كثيرة، وبعيداً عن منطقتنا العربية التي تخلصت من بعض هؤلاء القادة والزعماء وإن بقي بعض منهم، فسوف نعرض صورة للقائد الذي يلقب ب(الزعيم العزيز لكوريا) اضافة إلى وراثته للقب أبيه (الزعيم المحبوب من أربع وأربعين مليوناً من الشعب الكوري) والمقصود هنا أنه محبوب من شعب كوريا بشطريها الجنوبي والشمالي..!! مع أن هناك مجاعة حادة في الشطر الشمالي الذي يحكمه الزعيم المحبوب...!! والذي لا يعرفه الكثيرون أن هذا الزعيم لا يدري أحد أين ولد وفي أي تاريخ، هل ولد في سبيريا حيث كان والده منفياً؟.. أو في إحدى القواعد العسكرية التي كان يتمركز فيها والده؟... هل ولد في عام 1941م أو 1942م أو قبل أو بعد ذلك.. فالرئيس والقائد كيم غامض بدءاً من ولادته حتى حكمه، ولكن هذا الغموض ينكشف حينما تتحدث وسائل إعلامه عن هوايته التي تحولت إلى احتراف، فالقائد يهوى مشاهدة وتقليد، بل وإخراج أفلام (الأكشن) السينمائية، ولأنه معجب بالشخصية السينمائية (جيمس بوند) فقد طبق أحد مغامرات جيمس بوند السينمائية على الطبيعة وقام في عام 1978م بتنظيم حملة لاختطاف أحد مخرجي الأفلام السينمائية وصديقته من كوريا الجنوبية لتوظيفه في تحسين صناعة السينما في كوريا الشمالية.

ولأنه معجب بأبطال أفلام (الأكشن) فإنه يمتلك بمكتبته أفلاماً تحتوي على عشرين ألف فيلم لثلاث شخصيات مفضلات لديه: رامبو وجيمس بوند وجاكي شان، وكذلك لممثلي هذا النوع من الأفلام، وكثيراً ما تقوم المخابرات التي يشرف عليها في بلاده بتنفيذ عمليات خطف وتفجير مقتبسة من تلك الأفلام مثل عملية تفجير طائرة الخطوط الجوية الكورية عام 1986م والتي راح ضحيتها 115 شخصاً، فبعد ليلة قضاها في مشاهدة أفلام جيمس بوند وضع مخطط عملية التفجير يوم كان ساعداً لأبيه في قيادة إحدى دول الشر.